نفى الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف اتهامات شرطة دبي بتورط مستشاره ونائب رئيس الوزراء السابق آدم ديليمخانوف في اغتيال خصمه القائد العسكري الشيشاني السابق سليم ياماداييف في الإمارة في 28 من مارس الماضي.ووصف قاديروف في بيان وزع على وسائل الإعلام عبر الإنترنت أمس اتهامات شرطة دبي لديليمخانوف بأنها "استفزاز واضح يهدف إلى تشويه سمعة القيادة الروسية والشيشانية"، مشيرا إلى أن الاتهام ليس مبنيا على ما وصفها ب"حقائق موضوعية".وأضاف قاديروف في بيانه أن "آدم ديليمخانوف هو رفيق سلاح مقرب وصديقي وأخي وأكثر من ذلك إنه ساعدي الأيمن، لذا فإنني أعتبر أي بيان ضده هو ضدي".ومن جانبه وصف ديليمخانوف الاتهام بأنه "استفزاز" وقال لوكالة الإعلام الروسية إن تصريحات رئيس شرطة دبي تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع الشيشاني، وأضاف "أخفقت شرطة (دبي) في إجراء تحقيق بطريقة مهنية".ورغم ذلك أعرب ديليمخانوف -وهو أيضا نائب في مجلس النواب الروسي (الدوما)- عن استعداده للتعاون مع الشرطة والإجابة على أسئلة محددة وكان قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان قال للصحفيين إن "خيوط الجريمة تشير إلى أن مسؤولا كبيرا في الحكومة الشيشانية هو آدم ديليمخانوف هو العقل المدبر لاغتيال ياماداييف".وأكد خلفان أن الجريمة "صناعة شيشانية مائة بالمائة" ووصفها بأنها "عملية تصفية حسابات".وأوضح أن شرطة دبي اعتقلت رجلين أحدهما طاجيكي والآخر إيراني للتحقيق معهما بشأن الجريمة، وعرض على الصحفيين صورا لمسدس ذهبي اللون مصنوع في روسيا وزوج من القفازات السوداء استخدمت في عملية الاغتيال.وطلبت شرطة دبي في بيان لها أمس نائب رئيس وزراء الشيشان السابق ديليمخانوف للتحقيق معه بشأن اغتيال ياماداييف في مرآب للسيارات في دبي.وقالت الشرطة في بيانها "إن نائب رئيس وزراء الشيشان السابق مطلوب لدى نظام العدالة في دولة الإمارات العربية المتحدة وكذا ستة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الجريمة". وأضافت أنها تحتجز اثنين من المشتبه في صلتهم بالقتل وطلبت أربعة آخرين بينهم ديليمخانوف عبر مذكرة اعتقال دولية للتحقيق معهم في القضية. وقال مدع روسي رفض ذكر اسمه لوكالة إنه وفقا للقانون فان روسيا لن تسلم أي مشتبه فيهم حتى لو تلقت موسكو طلبات ترحيل، لكنه أشار إلى أنهم قد يواجهون المحاكمة في روسيا إذا كان هناك أي دليل على تورطهم في جريمة خطيرة ارتكبت بالخارج.ويعد ياماداييف خامس شيشاني معارض يعيش بالخارج يغتال في الأشهر الستة الماضية. وأسعد قاديروف (32 عاما) الكرملين بتهدئة الأوضاع في جمهورية الشيشان المضطربة التي خاضت حربين للاستقلال عن موسكو في تسعينيات القرن الماضي، لكن نشطاء في مجال حقوق الإنسان عبروا عن قلقهم من عمليات القتل التي تتم خارج نطاق القضاء.وكان ياماداييف واحدا من أقوى الرجال في الشيشان وهو مقاتل سابق غيّر اتجاهاته ودعم الكرملين ليصبح ضابطا روسياً من حملة الأوسمة، وكان يتحدى قاديروف للسيطرة على قوات الأمن الشيشانية حتى العام الماضي عندما أقيل من قيادة كتيبة خاصة واضطر إلى الهرب.وأصبح ياماداييف قائدا لكتيبة فوستوك -وهي وحدة من المقاتلين السابقين المتمرسين في القتال- وتقول وسائل الإعلام المحلية عن هذه الوحدة إنها على صلة بوكالة المخابرات العسكرية الروسية القوية.