لم يسبق أن كان "الحلوف" مصدر خوف كبير مثلما يحدث الآن في العالم وفي بلادنا، التي شجعته على التكاثر بتحريم صيده يوما ما. الخنزير يهدد أعتى قوة قمعية في العالم ويزيح الستار عن مرض معد يتهدد الصحة الأمريكية وقد يشل فعاليتها في القضاء عليه قبل ان يؤكد على طريقته أن المناعة العسكرية الأمريكية الجوية بالأساس قد يركعها حيوان معد يجري على الأرض بفضل رباعية دفعه الرجلية ! "هامر الطبيعة" الموجود بكثرة في شرق البلاد ووسطها يدفع الجزائريين للاعتقاد بان أمراض القرون الوسطى تغير شكلها ولونها وتتجدد بسرعة لا ترافقها وزارة الصحة بالأمصال والمعالجة السريعة والقياسية و هو ما يزيد في الخوف القادم من الغابات والشعاب والوديان و..أي خرابه أخرى !صرنا نخاف الخنازير وانفلوانزا لا يعرف بيطريونا شكلها في الغالب و لم يسبق وان تم تعريفهم بها لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها، ناهيك عن تحضير مضاداتها الحيوية متى كانت واقعا في بلاد منظومتها الصحية تعاني..إنسانيا، وتعاني في تحديد الداء لانها غالبا ما تكون مربوطة بمخابر أجنبية تراسلها لتحديد المرض المستعصي تشخيصه...الخوف صار يعرب عندنا جمعا..خوف من الآتي، من أسعار البطاطا في الأسواق، خوف من اغتصاب البراءة، خوف من تدمير البيئة لصالح الاسمنت الزاحف بلا رقابة، خوف من نتائج الجامعة والتربية، خوف من ارتفاع نسبة الخلع، خوف من عودة العنف إلى الملاعب دون مؤشرات مفهومة في الغالب، خوف من تقلب الأحوال الجوية الطبيعية والسياسية عبر التصحيحيات، خوف من الحلم نهارا، خوف من عدم القدرة على تسديد قروض البنوك للزواج وشراء شقة أو سيارة، خوف من كل شيء..ولا نخاف على المستقبل الذي لم يتحدد بعد للذين ما زالوا يدرسون مثلا...