وصلت حالة الطوارئ في العديد من بلدان العالم إلى الدرجة الرابعة لمواجهة خطر أنفلونزا الخنازير الخطير، هذا الفيروس الذي بدأ في الانتشار بشكل مخيف، لسرعة انتقاله وقوة إصابته وطرق تنقله بين الأشخاص وذلك عن طريق الهواء قبل الملامسة، ما جعل منظمة الصحة العالمية تطلق صفارات الإنذار وتحذر من خطر الإصابة به. وأكد علماء الصحة على أنه سيتحول إلى وباء قد يفتك بالكثير من البشر، على وجه المعمورة ونظرا لخطورة الوضع أخذت جميع الدول الغربية والعربية، تحذير المنظمة العالمية للصحة محمل الجد، وشكلت خلايا أزمة، وخطط التصدي لهذا المرض القادم، ومن ما قامت به بين مواطنيها تحسبا لأي طارئ هو حملات التوعية وشرح أسباب وكيفية تنقله بين الأشخاص وأعراضه. واعتقد أن المواطن الجزائري تابع عبر وسائل الإعلام خبر ظهور هذا الفيروس، وحالة التأهب القصوى بل وحتى البدء في علاج الظاهرة والتكفل الصحي التام بالمصابين، وفتحت مخابرها لتحليل ودراسة الفيروس والبحث المتواصل لإيجاد مصل أو دواء لعلاج الداء، لكن ما حير المواطن الجزائري هو قلة المبالاة لدى قطاع واسع من المواطنين وكأن الأمر لا يعنينا، وبالتالي لا خوف علينا من أنفلونزا الحلوف ، أو ربما تسود اعتقادات معينة وتحليلات مخصوصة كالذي خرجت علي به والدتي المسنة عندما دخلت معها في نقاش حول ظاهرة أنفلونزا الحلوف ،حيث ذهبت في تحليلها أو اعتقادها أننا نحن كمسلمين لا نأكل لحم الخنزير وبالتالي نحن بمنأى عن الإصابة به، وقالت هذه مصيبة ألمت بالكفار وحدهم أما نحن فإننا بعيدين كل البعد عن هذا الفيروس. لكن ذهبت وقالت أن هناك عندنا في الجزائر من هو عرضة لهذا الفيروس، ومصيره ليس اقل من مصير الغربيين الذين يعيشون مع الخنازير ويأكلون لحمها، وهذا الذي هو عرضة لفيروس الأنفلونزا في الجزائر هو من يعيش في الغابات والجبال الجزائرية التي قيل أن تكاثر وانتشار الخنازير بها أصبح بشكل لافت، وهو ما يجعل من فضلوا الجبال أكثر عرضة لهذا الوباء وتقصد بهم جماعة ''الإرهاب''، وقد يوفر ذلك بعض الأمن والاستقرار بين من مازالوا يعانون من سطوة هذه الجماعات، بل وقد يدفع بهذه الجماعات إلى العدول عن المضي في الجري وراء السراب والعودة إلى الأهل أو يقضوا في الجبال جراء هذا الداء وصدق من قال ''مصائب قوم عند الجزائريين فوائد'' ..