تجمعت مؤخرا في ميناء جنوا الإيطالي عشرات الشاحنات المتوسطة الحجم في طريقها إلى قطاع غزة في إطار "قافلة الأمل" التابعة للحملة الأوروبية لكسر الحصار على سكان القطاع.ويرافق الحملة 12 برلمانيا من مختلف دول أوروبا مثل بريطانيا وأسكتلندا وسويسرا واليونان، وساهمت في تجهيزها العديد من الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا من السويد إلى اليونان.وقال رئيس الحملة الدكتور عرفات ماضي "سنسعى بكل جهودنا لإيصال محتويات تلك القافلة إلى مستحقيها وهم أكثر سكان قطاع غزة تضررا من الحصار أولا فالحرب، أي ذوو الاحتياجات الخاصة والمعاقون الذين لا يختلف اثنان على أنهم الشريحة التي يجب أن تحظى باهتمام خاص".وأشار إلى "أن أطرافا وصراعات سياسية تتدخل مع الأسف الشديد في الشأن الإنساني والمعونات المخصصة لسكان قطاع غزة لتحول دون وصولها إلى مستحقيها".وأكد ماضي "مواصلة الحملة مساعيها في التواصل المباشر مع السلطات المصرية للعمل على استكمال كافة الإجراءات اللازمة واستيفاء جميع الشروط كي تمر القافلة عبر معبر رفح".كما نبه إلى أن الحملة "لا تسعى للتصادم مع الحكومة المصرية أو أن تسبب لها حرجا، بل نقوم بالتواصل معها عبر القنوات الدبلوماسية ممثلة في بعض السفارات الأوروبية في القاهرة لمحاولة إزالة أي صعوبات يمكن أن تعوق وصول الحملة إلى الغزيين".وشدد ماضي على وجود هدف آخر هام لتلك القافلة يتمثل في "توعية الرأي العام العربي والدولي بأن الحال في قطاع غزة بعد الحرب أكثر مأساوية مما كان قبلها". وأشار إلى أن "غزة غابت عن الإعلام بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، ليترك العالم الضحايا مع معانتهم المتفاقمة يوميا".وقال إن "الحصار الجائر ترك آثارا ليس من السهل محوها والحرب خلفت جروحا غائرة ومآسي إنسانية مروعة جعلت الغزيين يموتون مرتين".من جانبه أوضح منسق القافلة رامي عبده أن في القافلة كراسي متحركة وأطرافا اصطناعية وأجهزة لضعاف السمع والبصر، كما تضم أيضا وسائل تربوية وبرامج للحاسوب وبعض المعدات الطبية الأساسية التي يفتقر إليها سكان القطاع.وتمنى عبده ألا يكون مصير الشاحنات هو "التخزين بجوار الحاويات التي تنتظر دورها للدخول إلى غزة أو أن تلجأ الحملة إلى الدخول من معبر إسرائيل تتعرض فيه لتفتيش مزعج".وتقول عضوة جمعية الصداقة اليونانية الفلسطينية إيليني بالي التي ترافق الحملة إن "جمع المعونات والمساعدات كان ميسرا للغاية وساهمت فيه العديد من الجمعيات الإنسانية من بينها جمعية مناصرة الطفل الفلسطيني".ورأت بالي أن نشر ما يحدث في فلسطين من مآس على المهتمين بالقضية وداعميها أمر مطلوب "لتوعية الرأي العام بالمشكلة وأبعادها وتطوراتها وذلك عن طريق نشرات البريد الإلكتروني الواسعة الانتشار على سبيل المثال".كما أشارت الناشطة اليونانية إلى أهمية تلك الخطوة "في مواجهة التقصير الإعلامي الأوروبي في تغطية القضية الفلسطينية، لا سيما ما يتعلق بمعاناة المدنيين تحت الاحتلال والحصار وتداعياتها".وتستدل بالي على نجاح جهود المنظمات الفلسطينية في التواصل مع الرأي العام الأوروبي "بمشاركة مؤسسات خيرية مختلفة وشركات أدوية وأجهزة طبية تتبرع لصالح الحملة، فضلا عن وجود عدد لا بأس به من المتطوعين للعمل مجانا لإعداد الشاحنات بل والتبرع أيضا بنقلها إلى سكان القطاع".وركزت بالي على أهمية "شرح البعد الإنساني لتداعيات الحصار والحرب على قطاع غزة والمعاناة تحت الاحتلال وأهمية قوافل المساعدة التي يجب استمرارها بصفة دورية".