استفادت ولاية سعيدة مؤخرا من عدة مشاريع خاصة بإنجازمرافق تعنى بالنهوض بالصناعات التقليدية و إحياء ما هو مهدد منها بالزوال حسبما استفيد من مدير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة والصناعات التقليدية. واوضح صافا أمحمد أن من بين هذه المشاريع المندرجة في إطار البرنامج الخماسي الثالث 2009-2013 مركزين لترقية المهارات المحلية من المقرر إنجازهما بكل من بلديتي سيدي أحمد و السخونة اللتين تبعدان ب 90 و 45 كلم على التوالي من عاصمة الولاية. وستعمل هذه المراكز حسب نفس المسؤول على تقديم كل أشكال الدعم و المساعدة للحرفيين المتخصصين في الصناعات التقليدية التي تشتهر بها هذه المناطق السهبية و كذا الراغبين في تعلم هذه الصناعات من الشباب على غرار المنتوجات الحلفية و صناعة السروج و الزرابي فضلا عن البرنوس و الأواني الفخارية و النقش على الخشب. وفي ذات الصدد أكد مدير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات التقليدية أن اختيار بلديتي سيدي أحمد والسخونة لإنجاز هذين المركزين لم يأت محض صدفة بل اعتمد على دراسة لكافة الإمكانيات الطبيعية و المؤهلات البشرية التي تتوفر عليها انطلاقا من بنك المعلومات و مونوغرافيا الولاية التي عكفت الهيئة منذ سنوات على اعدادها باعتبارها أداة أساسية في تبني أي إستراتيجية تنموية ناجحة. وتساهم هذه المناطق التي يغلب عليها الطابع الرعوي في جزء هام من انتاج ولاية سعيدة من مادة الصوف الذي يناهز كميته سنويا 1100 طن ناهيك على 34 طن من جلود ذات نوعية رفيعة بالإضافة إلى مادة الغرانيت المتوفرة بكمية كبيرة خصوصا ببلدية سيدي أحمد على حد تعبيره. وأعرب ذات المسؤول عن قناعته بأن النهوض بالصناعات التقليدية والحرف اليدوية في بلديات سيدي أحمد و عين السخونة سيساهم فضلا على حمايتها من الإندثار في استحداث فرص شغل قارة لفائدة شباب هذه المناطق النائية و بالتالي تحسين المستوى المعيشي للسكان عموما. من جهة أخرى أشار صافا أمحمد إلى تسجيل 03 مشاريع أخرى يتضمنها البرنامج سالف الذكر الذي يمتد إلى غاية 2013 تعنى من جهتها بانجاز أروقة للحرف اليدوية و الصناعات التقليدية على مستوى المحطات الحموية الثلاث التي تضمها ولاية سعيدة ممثلة في حمام ربي و حمام سيدي عيسى و كذا حمام عين السخونة. و لعل الهدف من هذه الأروقة التي تهتم بعرض و بيع مختلف منتوجات الحرفيين في ولاية سعيدة يكمن حسب المتحدث في الإستفادة من الإقبال السياحي المتميز على هذه الحمامات خلال مختلف فصول السنة من كل ربوع الوطن و حتى من خارجه كما تمنح لهؤلاء فرصة التعرف على جانب مهم من التراث المادي العريق لولاية سعيدة.