تم منذ 1990 تسجيل و كتابة و تحليل ثمان نوبات كاملة للموسيقى العربية الاندلسية من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف حسبما أكده حكيم تاوسار مسؤول الديوان خلال الملتقى حول الموسيقى الأندلسية الذي اختتم بتيبازة. و أكد تاوسار الذي كان تدخله في الملتقى في إطار تحسيس الفنانين بحقوقهم (حقوق التأليف و الحقوق المجاروة) أن عمل الديوان يندرج في إطار الحفاظ و حماية و تصنيف التراث المتعلق بجميع أنواع الموسيقى الكلاسيكية (العربية الأندلسية) من شعبي و أمازيغي و بدوي. و شمل عمل اللجان الأربع للديوان التي عكفت كل واحدة منها على نوع نمط موسيقي معين الموسيقى العربية الأندلسية تسجيل و كتابة و تفسير ثمان نوبات و هي: لحسين (33 نصا) و رمل الماية (40 نصا) و لغريب (28 نصا) و الذيل (40 نصا) و زيدان (40 نصا) و الرصد (40 نصا) الذي هو طور الانتهاء. و تم جمع هذه الأعمال الموسيقية الاندلسية و تسجيلها و تحليلها حيث يتطلب هذا العمل الكثير من الوقت و الصبر نظرا لغياب المختصين و يهدف حسب نفس المسؤول إلى إعادة جمع النصوص و توضيح الكلمات الخاصة و سياقها التاريخي و تحديد أصحابها. و شرع في هذا العمل سنة 1990 ليتم توزيعه قريبا على جمعيات حماية التراث و دور الثقافة و معاهد الموسيقى الجهوية و الهيئات العمومية و الخاصة المهتمة بالموروث الثقافي الموسيقي. و أوضح تاوسار أن الأعمال التي تم التكفل به خلال هذه العملية مست خاصة أعمال ما يعرف بالصنعة (الجزائر العاصمة) مشيرا إلى توفر خمس علب للأقراص المضغوطة مرفوقة بكتب لكمال مالطي بالإضافة إلى تسجيل 10 نوبات في المالوف مع 6 أقراص مضغوطة لمحمد طاهر فرقاني و 5 أقراص أخرى لمحمد بن طوبال. و فيما يتعلق باللجان التي تعمل حول الموسيقى البدوية و الأمازيغية فيتمحور عملها حاليا حول دواوين الأساتذة الكبار (حوالي 15) و تصنيف 1500 نسخة للموسيقى القبائلية و 2000 نسخة أخرى من التراث الشاوي. و بعد أن ذكر بشروط الإنضمام إلى الديوان و التكفل بحقوق المؤلف تطرق تاوسار إلى الحقوق المجاورة المتعلقة بأداء أعمال التراث الوطني. و أوضح في هذا السياق أن الحقوق المجاورة التي تخص حقوق الأداء و التي أدخلت مؤخرا إلى الجزائر على غرار الدول المتقدمة في هذا المجال (فرنسا و بلجيكا) أعطت نتائج جيدة. و إلى جانب جمع التراث المتعلق بالطبوع الموسيقية الجزائرية سيعكف مسؤولو الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة قريبا على التكفل بالتراث المتعلق بالآلات الموسيقية.