تشارك فرقة المسرح الوطني السينغالي دانييل سورانو في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر بهدف الحفاظ على الميدالية الذهبية التي تحصل عليها خلال الطبعة الأولى لهذه التظاهرة التي احتضنتها الجزائر في 1969 حسبما أكده لوأج المدير العام لهذا المسرح عصمان دياكاتي. و قال دياكاتي أن الفرقة ستعرض مسرحية "أون سيزون بكونغو" (فصل بكونغو) التي كتبها الكاتب الراحل إيمي سيزار شاعر الزنوجية مشيرا إلى أن البطل الرئيسي لهذا العرض المسرحي هو المناضل الوطني الكونغولي باتريس لومومبا الذي اغتيل غداة استقلال بلده. و أضاف دياكاتي الذي يدرس كاستاذ بكلية الآداب بجامعة شيخ انتا ديوب بدكار "يمكننا القول أن الكونغوليين لا زالوا يعيشون مأساة باتريس لومومبا بالرغم من كتابة المسرحية في 1967 حول تاريخ الكونغو و التي تتطرق إلى باتريس لومومبا المناضل الكونغولي الذي كان يريد استقلالا كبيرا لبلده". و حتى يشجع الممثلين على آداء أدوار في هذا العرض المسرحي قال لهم دياكاتي أن الأمر يتعلق بمهرجان كبير و أنه "لا يسمح للفرقة أن تقوم بآداء أدنى" مما حققه اسلافهم خلال الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الإفريقي منذ 40 سنة خلت. و أضاف "قلت للممثلين الذين يعملون على قدم و ساق أنه يجب عليهم الدفاع عن سمعة خلال هذا المهرجان الذي يضم كفاءات فنية و فكرية عالية". و في تطرقه إلى أسباب اختيار هذه المسرحية بالذات أشار المسؤول إلى "العداوات و العراقيل و المشاكل التي عايشها لومومبا إلى غاية اغتياله و هي نفس المشاكل التي تتخبط فيها اليوم جمهورية الكونغو الديمقراطية". و قال أن "المسرحية لا زالت تساير واقعا مأساويا" مؤكدا أن ما دفع الي اختيارهذه المسرحية هو شخصية الكاتب إيمي سيزار الذي يبقى "وجها بارزا في مجال الانتماء الإفريقي حتى و إن كان من جزر المارتينيك". و خلال طبعة 1969 قامت هذه الفرقة بتمثيل مسرحية تحت عنوان "منفي دالبوري" المشتق من اسم ألبوري ندياي آخر ملوك جولوف مملكة قديمة بأراضي السينغال الحالي. و كان من بين أبرز وجوه المقاومة ضد الإستعمار. و أكد دياكاتي أن "العبرة التي أراد سيزار استخلاصها من خلال نصه تتمثل في تحذير الدول الإفريقية الحديثة النشأة من أخطار سوء التسيير" مضيفا أن الكاتب الذي مرت على رحيله سنة كان يريد أن يبرز للأفارقة "أفضل السبل لتصفية الاستعمار و التسيير الراشد". و يرى دياكاتي أنه إذا كتب سيزار على كونغو حتى و إن لم يكن إفريقيا فإنه من جهة كان يعرف تاريخ افريقيا جد المعرفة ومن جهة اخري كان لومومبا "بطلا أسطوريا في افريقيا" الذي كان في نظره رمزا لمكافحة الاستعمار الجديد. و ألح المسؤول الأول للمسرح السينغالي أنه "بالنظر إلى البعد الكبير الذي يكتسيه المهرجان الثقافي الإفريقي يجب الذهاب بفرقة هامة لعرض مسرحية هامة".