كشف خبير فلسطيني في شؤون الاستيطان والأراضي أن إسرائيل تخطط لإقامة 33 نفقا في مقاطع مختلفة بالضفة الغربية، تمهيدا لتقسيم الضفة إلى ثماني كانتونات فلسطينية لا يربطها ببعضها سوى شوارع التفافية أو أنفاق يتحكم بها جيش الاحتلال. وقال عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي عبد الهادي حنتش إن الخطة طُبقت فعليا في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وفي قرى غرب القدس حيث يشكل نفق بلدة بدّو المنفذ الوحيد لعدة قرى يسكنها نحو 50 ألف مواطن. وأضاف حنتش في حديث للجزيرة نت أنه يمكن من خلال الأنفاق لجندي واحد أن يغلق المنطقة بالكامل، مبينا أن الاحتلال ينفذ الخطة بتدرج ودون الإعلان عن ذلك رسميا كي لا يتيح الفرصة أمام المواطنين الفلسطينيين للاعتراض على مثل هذه الخطط. وتشكل قرى غرب القدس وشمالها نموذجا حيا وقريبا للخطة التي كشف عنها حنتش، فقد بات مصير نحو 50 ألف فلسطيني مرهونا بنفق أقامه الاحتلال كمتنفس لهذه القرى ويربطها بمدينة رام الله. وكانت جميع قرى بدّو، والقبيبة، وبيت سوريك، وبيت دقو، وبيت إجزا، وبيت عنان، وقطنة، وبيت اكسا، والنبي صموئيل تتبع مدينة القدس، لكن نظرا لحيازة أهاليها هوية الضفة فقد أخرجتهم سلطات الاحتلال بواسطة الجدار العازل من المدينة. وبعد مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي لصالح الجدار، أقام الاحتلال العام الماضي نفقا طوله نحو 1.2 كلم، ويتواصل في خندق طوله مئات الأمتار من الجانبين بين قريتي الجيب وبدّو، وبهذا أصبحت حياة السكان رهن هذا النفق ورحمة الجنود الإسرائيليين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قد وافق عام 2007 على تحويل الطريق بين قريتي بدو والجيب شمالي القدس والمؤدي إلى مدينة رام الله إلى نفق مخصص لتنقل الفلسطينيين، يعلوه طريق يربط مستوطنتي جبعات زئيف وجبعون هحدشاه بمدينة القدس. ويقول رئيس المنتدى الثقافي بقرية بيت عنان المتضررة حسام الشيخ إن وجود جندي واحد على النفق يمكنه إغلاق متنفس القرية الوحيد، كما أن حادثا مروريا واحدا كفيل بأن يغلق الطريق أمام الجميع. ويوضح في حديثه للجزيرة نت أن الاحتلال حوّل القرى التسعة إلى سجن واحد، وصادر مساحات شاسعة من الأراضي لصالح الجدار والمستوطنات القريبة، ويمنع التواصل مع بعض القرى التي عزلها داخل الجدار. بدوره يوضح عضو لجنة مقاومة الجدار في البلدة علي أبو ربيع أن معظم المناطق المتبقية بعد الجدار مصنفة (ج) ويمنع فيها البناء وترميم المنازل القائمة، مشيرا إلى أن بعض القضايا التي تحركت فيها اللجنة أثمرت تقليص مساحة الأراضي المصادرة. من جهته يوضح المواطن ربحي الشويكي -وهو من حملة هوية القدس- أن عزل القرى المذكورة عن القدس أحدث ضررا كبيرا للبنية الاجتماعية وفَصَل الكثير من العائلات عن بعضها البعض، مبينا أنه يضطر لاستخدام نقاط العبور البعيدة لزيارة أقاربه في القرى المعزولة وأحيانا يُمنع من ذلك. وأوضح أن عشرات العائلات الآن أصبحت مشتتة، "فقد يكون لدى الوالد وحده هوية القدس، وعليه لن يسمح لزوجته وأبنائه دخول المدينة، والعكس صحيح، وإذا اجتمعا في سيارة واحدة داخل القدس يُغرّم حامل هوية القدس ويحبس بحجة مرافقة أو نقل متسلل إلى المدينة المقدسة". وشدد الشويكي على أن سياسة الأنفاق تشكل عائقا جديدا يفصل بين المقدسيين وأقاربهم على جانبي الجدار، موضحا أن بقاء الوضع كما هو يهدد مستقبل المناطق المعزولة ويجعل من السهل فرض الحصار عليها.