رحبت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا التي طالب فيها مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى قبل أن يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق. وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان صحفي "إن تصريحات سولانا تندرج ضمن إطار تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته إزاء القضية الفلسطينية". وشدد حماد على أن "القضية الفلسطينية كمشكلة نشأت في إطار الأممالمتحدة منذ قرار التقسيم عام 1947، والآن وفي حال عدم التقدم على مسار المفاوضات الثنائية فإن هذا الموقف لسولانا يعبر عن مسؤولية كبيرة". وكان سولانا قال في تصريحات له في لندن إنه بعد موعد نهائي محدد سلفا يجب أن يعلن قرار لمجلس الأمن تبنيه لحل إقامة الدولتين، وإن هذا القرار يجب أن يتضمن ترسيم الحدود وقضية اللاجئين والسيادة على مدينة القدس والترتيبات الأمنية. جاء ذلك خلال لقاء لسولانا مع برلمانيين أوروبيين واثنين من وجوه المجتمع المدني الفلسطيني بأوروبا، ومطالبته خلال اللقاء الذي جرى الأربعاء الماضي بأن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا فعالا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مراجعة جدية لشراكة الاتحاد مع إسرائيل.وضمّ الوفد من الجانب الأوروبي البرلمانية البريطانية كلير شورت وهي وزيرة سابقة بحكومة توني بلير، وعضو مجلس اللوردات في بريطانيا البارونة جيني تونغ، ولويزا مورغانتيني نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، ونائبة أوروبية عن حزب الخضر.وشارك في الوفد عن الجانب الفلسطيني رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزةعرفات ماضي، ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا والمدير العام لمركز العودة الفلسطيني ماجد الزير. وقدّم الوفد لسولانا تقريراً عن سلسلة زيارات تفقدية وتضامنية قام بها أعضاؤه لقطاع غزة مؤخراً، بتنسيق من "الحملة الأوروبية لرفع الحصار" ودعا لرفع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. كما أطلع الوفد سولانا على فحوى لقاءات في سوريا مع عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، وطالب بضرورة التعامل مع كافة ممثلي الشعب الفلسطيني واحترام نتائج التجربة الديمقراطية الفلسطينية. "شارك في الوفد عن الجانب الفلسطيني رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزةعرفات ماضي، ورئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا والمدير العام لمركز العودة الفلسطيني ماجد الزير "وقال الزير في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن ذلك اللقاء اتسم بالصراحة، ووصف تصريحات سولانا بأنها جريئة وخاصة في موضوع المستوطنات حيث أوضح أنّ موقف الاتحاد الأوروبي يتمثل باعتبارها خرقاً للقانون الدولي. وأضاف الزير أن اللقاء يمثل حلقة جديدة ضمن سلسلة فعاليات ومبادرات قامت بها "الحملة الأوروبية لرفع الحصار" والمؤسسات الفلسطينية المساهمة فيها من أجل القضية الفلسطينية في القارة الأوروبية. واستطرد قائلا إن موافقة سولانا على ذلك اللقاء تعني أن "رسالة الغضب الشعبي الأوروبي إزاء معاناة سكان القطاع وصلت إلى الجهات الرسمية المسؤولة". كما يحمل ذلك اللقاء مؤشرا على أن المجتمع الفلسطيني ومؤسساته في أوروبا أصبح يلعب دورا مؤثرا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولم يعد حضوره ذا طابع موسمي محدود، حسب الزير.