يشارك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة الخامسة عشر لرؤساء دول و حكومات حركة عدم الانحياز المزمع عقدها بشرم الشيخ المصرية اليوم و غدا لدراسة المسائل الدولية على غرار الوضع في الشرق الأوسط و النزاعات سيما في إفريقيا و الإرهاب الدولي و الأزمة المالية الدولية و التغيرات المناخية. هذه القمة التي ستشهد نقل رئاسة الحركة من كوبا إلى مصر لمدة ثلاث سنوات ستتناول أيضا مسالة إعادة تفعيل حركة عدم الانحياز و تعزيز دورها فضلا عن السبل و الوسائل الكفيلة برفع التحديات الجديدة التي تواجهها البلدان الأعضاء ال118 و ستتوج الأشغال بالمصادقة على بيان ختامي و مخطط عمل للحركة. وقد ابرز وزراء خارجية دول عدم الانحياز في اجتماعهم التحضيري للقمة مختلف التحديات الراهنة للحركة وكيفية التعامل معها مستقبلا ، وأكدت مختلف تدخلات المشاركين على أهمية التضامن بين دول حركة عدم الانحياز في التعامل مع هذه التحديات والإسهام في حل القضايا الدولية .وقد نالت الأزمة المالية العالمية الراهنة وتداعياتها السلبية على البلدان النامية حيزا كبيرا من النقاش الذي تمحور حول الموضوع الرئيسي للقمة وهو التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية حيث أوضح المشاركون ان البلدان النامية هي التي تتحمل أوزار هذه الأزمة التي تسببت فيها الدول المتقدمة بسلوكياتها وأنظمتها المالية. وشدد المتدخلون في هذا السياق على ضرورة مواصلة المطالبة بإصلاح النظام المالي العالمي و اتخاذ القرارات المالية و الاقتصادية الدولية بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية بما يضمن وجود دور مركزي للأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها من خلال الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لها وكيفية تكيف الدول النامية مع تأثيرات هذه الأزمة وضمان حق الدول النامية في مراعاة التشريعات الخاصة بها. وتطرق الوزراء إلى موضوع تغير المناخ وابرزوا أهمية تحديد موقف الحركة استعدادا لمؤتمر كوبنهاغن بخصوص التأقلم والتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات والاستغلال الكامل للاجتماع رفيع المستوى الذي ينظمه أمين عام الأممالمتحدة في بداية الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة لإبراز اهتمامات دول الحركة .هذا ودعا الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد االقادر مساهل إلى استثمار الثقل السياسي المعنوي لحركة عدم الانحياز في دعم التوجه الايجابي الذي بدا يلوح في الأفق ويعكسه استعداد الإطراف الراعية للعملية السلمية على التجاوب مع المطالب الفلسطينية الداعية إلى تحريك مسار السلام وفق أسس قائمة على العدل و الموضوعية .وذكر مساهل في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع لجنة حركة عدم الانحياز المخصص لبحث أخر تطورات الوضع الخاص بالقضية الفلسطينية بالبيان القوي الذي أصدره منذ أسابيع مكتب التنسيق للحركة الذي تضمن تحليلا للوضع الكارثي للشعب الفلسطيني عموما ولسكان قطاع غزة على وجه الخصوص والذي كما قال يزداد سواء بفعل الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية المتكررة والحصار المضروب عليهم .وقال مساهل انه يمكن للجنة أن تقدم إسهاما معتبرا في هذا المجال وذلك من خلال حشد دعم دول الحركة والرأي العام الدولي حول مسالتين أساسيتين تتمثل أولاهما في ممارسة الضغوط على الطرف الإسرائيلي من اجل حمله على قبول حل الدولتين وعلى استئناف المفاوضات على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاقيات مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وطبقا لمبادرة السلام العربية. و قد تمكن وزراء خارجية عدم الانحياز من حصر توصيات سيتم رفعها إلى قادة دول الحركة ، وترفع هذه التوصيات في وثيقة ختامية بشقين سياسي واقتصادي اجتماعي وإعلان شرم الشيخ ومشروع الإعلان الخاص بالرئيس السابق نيلسون مانديلا ا بالاحتفال بعيد ميلاده يوم 18 جويلية وكذا مشروع البيان الذي تقدمت به كوبا لرفع الحصار الاقتصادي عنها ومشروع خطة عمل الحركة لمدة ثلاثة سنوات القادمة . الهام سعيد