قال محمد بن واسع : لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد. وقال خلف بن تميم : رأيت الثوري بمكة وقد كثروا عليه فقال : إنا لله ، أخاف أن يكون الله قد ضيع هذه الأمة حيث احتاج الناس إلى مثلي. ولما علم طلحة بن مصرف (توفي سنة 112 ه) إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها، ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته، ويأبى الله إلا رفعته. وقيل لأحمد بن حنبل: جزاك الله عن الإسلام خيرا. فقال: بل جزى الله الإسلام عني خيرا، من أنا؟ وما أنا؟. وأتى جماعة إلى أبي معاوية الأسود يطلبون منه أن يدعو لهم فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي. وقال رجل لميمون بن مهران: يا أبا أيوب؛ ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، قال: أقبل على شأنك، ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم. وقال أبو الوازع لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. فغضب، وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابَه. وقال رجل لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس؛ فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله وأخافه. والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه. كان سفيان الثوري إذا قيل له: إنه رُؤي في المنام، يقول: أنا أعرَف بنفسي من أصحاب المنامات. وقال المروذي لأحمد بن حنبل: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار. فقال له أحمد: يا أبا بكر إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.