الصيف آمال وآلام، الصيف أمل الطالب والمعلم، أمل للخريج وأمل للعريس، أمل للمسافر، آمال وآمال لكثير من الذين ينتظرون هذه الفرصة لإتمام المشاريع وبلوغ نهاية المهمات بنجاح، لكن كم يحمل في طيَّاته من آلام قد امتلأت بالأخبار والأسفار التي مُسِخَ فيها الحياء، وذُبِحَت الغيرة، وانتحر العفاف، وهلك معها الشباب، وقُضيت الأوقات في غير طاعة الله، وضُيّعت الصلوات، جعل الله أيامنا وأيامكم آمال وأفراح، وجنَّبنا الآلام والأتراح. العطلة بين الاغتنام والانتقام يعتقد بعض الناس أن وقت الإجازة وقت لهو ولعب، وأن تنظيم وقت العطلة والاستفادة منه يخالف ما من أجله وضعت العطلة، يظن أن العطلة والإجازة للانتقام من النظام والانتظام، فهو يلهو بالليل وينام بالنهار، يعكس الأمور ليشعر بقضاء العطلة، وبعضهم يعدون الوقت مشكلة ونقمة، وبحلول العطلة ينتقمون من الوقت والأيام بإفراغها من أي إنتاج أو إنجاز. فتذكر أيها المسلم؛ إذا كان عمرك في هذه الحياة محسوباً بالدقائق والأنفاس، فإن معنى ذلك أن كل دقيقة تمضي من وقتك تبعدك عن الدنيا وتقربك للآخرة، ومعنى ذلك أن الدقيقة التي تمضي من وقتك دون فائدة تُعد خسارة ووبالاً عليك، وأنت قد تخسر بعض المال لكن قد تستعيده، وقد تفقد شيئا وتجده، لكن هل تستطيع استرداد ساعة من وقتك بعد فواتها؟ وهل يمكن أن تفعل شيئا في وقت مضى، فلِمَ لا تستغل هذه الأوقات في قراءة القرآن واستذكار ما حفظته واسترجاع ما نسيته من أجزائه، ألا تنظر في كتب نافعة فتقرأ منها كل يوم خمس صفحات، ألا تستغل ساعة من يوم لزيارة بعض الصالحين، وتَعاهُد الأرحام والأقارب، ألا تغتنم ساعة من أسبوع في تذكر الآخرة وذلك بزيارة المقابر والدعاء لأهلها، فإنك ستكون يوما بحاجة إلى من يدعو لك، ألا تستبدل مجلسا من مجالس الحديث بمجلس في الجنة، وذلك بالذهاب إلى المستشفيات لعيادة المرضى وإدخال السرور عليهم، فإن من عاد مريضا فهو في خُرف الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.