جدّد وزير الاتصال ناصر مهل رفض الحكومة فتح المجال أمام إنشاء قنوات تلفزيونية خاصة مثلما تطالب المعارضة، معتبرا أن الوضع الحالي في البلاد لم ينضج بعد لفتح هذا المجال الحساس. ونقلت إذاعة الجزائر عن مهل قوله إن فتح المجال أمام القنوات التلفزيونية الخاصة سيتم في وقته وليس الآن , دون أن يحدد تاريخا لذلك. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد رفض فتح هذا المجال بداعي أن ذلك سيشكل خطرا على وحدة وسلامة البلاد. وكانت الجزائر قررت العام 1990 فتح المجال أمام الصحافة المستقلة، وهي الآن تشكل العمود الفقري للصحافة الجزائرية. وتخشى الحكومة الجزائرية من أن يؤدي تحرير المجال السمعي البصري إلى نفس النتيجة، وهي تعمل حاليا على إنشاء قنوات عمومية متنوعة ضمن مجمع تلفزيوني تملكه الدولة، بينما لا يزيد عدد القنوات الحكومية الحالية عن ثلاث قنوات. وقد انتقدت الصحف الجزائرية المستقلة بشدة رفض الحكومة فتح هذا المجال في ظل الأزمة الكروية الأخيرة بين الجزائر ومصر، ووجد المسؤولون الجزائريون أنفسهم في حرج كبير أمام زخم القنوات المصرية الكثيرة التي تناولت الأزمة بإسهاب وبدون حدود. وتساءلت الصحف والكثير من المتتبعين عن غياب حتى قناة رياضية تعنى بالشأن الرياضي فحسب، مرجعين ذلك إلى أن الحكومات الجزائرية المتعاقبة لا تزال تخاف من الصوت والصورة. وقد أعلن مهل أمام نواب البرلمان عن كون الحكومة تخطط لإنشاء 48 قناة تلفزيونية عمومية في إطار التلفزيون الرقمي الأرضي، وذلك في السنوات الأربع المقبلة. ونقل موقع الإذاعة الجزائرية عن مهل، على هامش دورة المجلس الشعبي الوطني المخصصة للأسئلة الشفوية أنه ستكون هناك 48 قناة تلفزيونية في غضون السنوات الأربع المقبلة. وذكر الوزير بأنه توجه الأربعاء الماضي إلى كاف لكحل بقسنطينة حيث تم كما قال وضع صفيحة الشمال للتلفزيون الرقمي الأرضي. وأشار الوزير في ذات السياق إلى أن قطاع الاتصال والتلفزيون على وجه الخصوص بحاجة إلى بعض الإصلاحات إذ يجب العمل على تحسين الأداء فيه بالمصداقية والاحترافية قائلا أن اليوم هو للعودة إلى الاحترافية والمصداقية. وأضاف أن الوقت قد حان للتفكير في كيفية إنجاز هذا الإصلاح الذي لابد أن يتم بمشاركة ومشاورة كل المهتمين بالتلفزة لأن هذه الأخيرة تضمن خدمة عمومية يومية قائلا أنه من جانبنا أن نحسن من أدائنا و نقيم الأمور ثم نفكر في الحلول بغية الوصول إلى خدمة عمومية في المستوى كون هذا الجهاز لا يعني العاملين به فحسب بل قطاع الإعلام بأكمله في ظل التحديات التي تفرض علينا.