عزالدين ميهوبي كاتب الدولة للاتصال قررت الحكومة مراجعة استرتيجيتها الإعلامية، وقررت الدفع بخمس قنوات تلفزيونية جديدة، تضاف إلى القنوات الخمس الأخرى التي توجد قيد الاستغلال، محاولة منها لاستدراك ما فاتها في هذا المجال، وذلك بتلبية الحاجيات الإعلامية المختلفة للمواطن. * * القرار الجديد كشف عنه أمس كاتب الدولة المكلف لدى الوزير الأول بالاتصال، عز الدين ميهوبي، في حصة "تحولات" التي تبثها القناة الإذاعية الأولى، مؤكدا على أن التوجه الجديد جاء لمرافقة التطور الذي يعيشه المجتمع الجزائري على مختلف الأصعدة، وكذا لملء الفراغ المسجل على مستوى الإعلام الرقمي، وخاصة إذا علمنا أنه من مجموع 650 قناة فضائية عربية لا تملك منها الجزائر سوى خمس فقط . * وقال ممثل الحكومة "هناك مجموعة عمل على مستوى الحكومة تتحسس حاجة الجزائريين للإعلام الثقيل، وهي تعكف اليوم على إعداد دراسة خاصة بمشروع رفع عدد القنوات التلفزيونية العمومية إلى عشر"، وأضاف "تتوفر الجزائر اليوم على خمس قنوات، هي القناة الأرضية، والفضائيات الأربع "كنال ألجيري"، والقناة الثالثة، والقناة الناطقة بالأمازيغية والقناة الدينية، وسنضيف إليهم خمس قنوات أخرى"، لكن من دون أن يشير إلى إمكانية فتح قطاع الإعلام السمعي البصري، أمام الاستثمار الخاص، وتحريره من هيمنة الدولة. * ولم يكشف الوزير المنتدب عن خصوصيات كل قناة من القنوات التلفزيونية الخمس، التي تعتزم الحكومة إطلاقها، غير أنه أكد بأن قناة واحدة من القنوات المذكورة ستتكفل بالشؤون الرياضية، في حين تبقى هويات القنوات الأربع الأخرى، غير معروفة في ظل عدم استرسال الوزير في حديثه بهذا الخصوص . * وأضاف ميهوبي أن "إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة في الرياضة، أصبحت حاجة ملحة وأكثر من حيوية، في ظل التطور الكبير الذي وصلته الرياضة في الجزائر"، مشيرا إلى أن النتائج التي حققها الفريق الوطني لكرة القدم في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم، واحتلاله المرتبة ال 29 عالميا، تشكل دفعا قويا للحكومة من أجل تجسيد هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، لإشباع حاجة الجمهور الرياضي . * ولاحظ الوزير المكلف بالاتصال أن إنشاء قناة رياضية تلفزيونية، من شأنه أن يقدم الدعم اللازم ويساهم في النهوض بالقطاع الرياضي، الذي يعرف تطورا لافتا خلال السنوات القليلة الأخيرة، غير أن ذلك يبقى غير كاف في نظر المتابعين للشأن الإعلامي في البلاد، والذين لا يرون في القنوات التي تعتزم الحكومة استحداثها، القفزة التي تستجيب لحاجيات المجتمع الإعلامي في البلاد . * ويتخوف المتابعون من أن تكون القنوات الخمس المرتقبة، استنساخا للخمس الأخرى التي توجد قيد الاستغلال، بسبب السطحية التي تطبع برامجها، وغياب الجدية وضحالة محتوياتها، الأمر الذي تسبب في هجرة المواطن نحو القنوات الفضائية الأجنبية، بحثا عن إشباع الحاجة لإعلام موضوعي ومتنوع، بعيدا عن الإعلام الموجه الذي لا يتماشى وتطلعات المتلقين . * ولعل من أبرز مظاهر الواقع الإعلامي المؤسف في الجزائر، هو حجم الإقبال على القنوات العمومية، التي لم تتمكن حتى من مجاراة قناة مغاربية فتية، بالرغم من البون الشاسع بين الامكانيات التي تنام عليها القنوات التلفزيونية الوطنية، وتلك التي تتوفر عليها هذه القناة التي لم يتعد عمرها السنتين .