*العلاقات الجزائرية يطغى عليها الجانب البروتوكولي . كشف الدكتور محمد لحسن زغيدي أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر ل"المواطن" أن مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية يطغى عليها الجانب البروتوكولي الذي كثيرا ما تسوده المجاملات أكثر من الحقائق لمجابهة الواقع، وذلك يعود إلى الخلفية التاريخية خاصة بنسبة للطرف الآخر الذي لم يتحرر بعد من عقدة التابع والمتبوع، لأنه لم يهضم بعد أن الجزائر استرجعت سيادتها وأصبحت دولة مستقلة تتعامل على قدم المساواة في العلاقات الدولية. وقال زغيدي إن هذا الشعور الفرنسي الذي سار عليه الساسة الفرنسيون يظهر جليا في تصريحاتهم التي تتعلق بالجزائر في حملاتهم الانتخابية وحتى في نقاشاتهم السياسية مؤكدا أن هذه الأحقاد والأفكار تسربت حتى إلى الساحة الثقافية والعلمية التي وجدت البعض منها أسيرة ومن هنا أثرت على مسار العلاقات بين الشعبين بطريقة أو بأخرى، بل أكثر من ذلك فقد طبع الفشل أغلب محاولات تحسين العلاقات المستقبلية بين الشعبين بعد أن جوبهت بأفكار لا زالت أسيرة لذاكرة كانت تنادي بالأمس الجزائر الفرنسية وهاهي تنادي اليوم بتمجيد الاستعمار وأضاف المتحدث ذاته أن المحلل والمتتبع لهذه السياسة يجد المعرقل والرافض لكل أشكال التقارب والتعاون في المجال الثقافي والسياسي دائما الطرف الآخر أي فرنسا وسياستها المأسورة بذاكرة مرفوضة من الإنسانية، مؤكدا أن الجيل الحالي يرفض أن يكون جيلا عقليته نظيفة وأياديه بيضاء من الجرائم التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية ضد الشعوب ويأبى أن يفتح عهدا جديدا تكون بدايته الاعتذار ومساره التصحيح والعمل من أجل آفاق خالية من الرواسب نجده وهو يمثل الشعب الفرنسي بالبرلمان يصدر في أول فرصة له قانونا يمجد ما أدانته وحرمته اللوائح والشرائع الإنسانية والدولية وهو الاستعمار بقانون 23 فبراير وبذلك يكون الجيل الحالي الفرنسي، قد كبل نفسه بموروث منبوذ وربط فرنسا بماضي مشين، وارتباطا بما جاء بتصريح رئيس الدبلوماسية الفرنسية الأخير والناطق الرسمي للسانها الخارجي في حديثه عن الأجيال وإمكانية التفاهم ونفيه لأي إمكانية ربط علاقة بينهم والجيل الحالي بالجزائر الذي تشكل من الأسرة الثورية بكل مكوناتها على أنه يستحيل التعاون معها لكونها مازالت تحمل أفكارا نوفمبرية.منوها في خضم حديثه أن الجواب الصريح لكون الأجيال ترتبط بالمجيد من ماضيها الذي تتأسس به حاضرها لتبني به مستقبلها وتربط على أساسه علاقاتها مع الآخرين وفق لنظرية الاحترام المتبادل نجد الطرف الآخر يبني علاقاته انطلاقا من ذاكرة تمجد الاستعمار ولهذا فالنظرة لمستقبل العلاقات بالجانب السياسي قد حددها التصريح الرسمي لوزير الخارجية الفرنسي .أما فيما يتعلق بموقع الشعبين والإمكانيات المتاحة لتنقل الأشخاص والممتلكات فيرى الدكتور أن الشعوب مرهونة باحترام سياسات دولها. أما الجوانب الأخرى من المعاملات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وحتى الثقافية فإنها تخضع للمعايير الدولية المبنية على المصلحة والاحترام المتبادل .