جانب من الزيارة أبدى الأمريكيون الذين زاروا الجزائر إعجابهم الكبير ببلادنا وبثرواتها الطبيعية وانبهروا بالموروث الحضاري الجزائري إلى درجة أن منهم من تمنّى الإقامة بالجزائر والاستقرار فيها مدى الحياة، لأنها كما صرحوا لنا بلد "واندرفول". * * هؤلاء الأمريكيون الذين جاءوا إلى الجزائر من أجل تأطير التلاميذ الذين استفادوا من رحلة تكوينية بالولاياتالمتحدةالأمريكية برعاية الكونغرس الأمريكي وكان ذلك إثر اتفاق بين النادي العلمي لكلية العلوم الطبية بجامعة سطيف والمركز الدولي لشمال نيفادا بأمريكا، هذا الأخير الذي بادر بإرسال أساتذة أمريكيين إلى الجزائر لإجراء دورة تكوينية للتلاميذ قبل تنقلهم إلى الولاياتالمتحدة ومن بين هؤلاء الأساتذة الدكتورة »إيمي اليزابات ماتكالف« وهي أستاذة بجامعة نيفادا والتي التقيناها بسطيف، وصرحت لنا بأنها كانت في السابق تحمل فكرة خاطئة عن الجزائر، حيث كانت تعتقد بأن زيارة هذا البلد نوعا من المغامرة بحكم ما سمعته عن التدهور الأمني وتصنيف الجزائر من البلدان التي تحتاج إلى الحيطة عند زيارتها، ولذلك فقد ترددت كثيرا قبل أداء هذه المهمة، لكن بعد نزولها ببلادنا صححت هذه الفكرة واكتشفت أن الوضع أحسن بكثير مما كانت تتصور، حيث وجدت حركة نشطة بالجزائر العاصمة وكل الناس منشغلون بقضاء حوائجهم وسط أجواء مطمئنة. * وعبّرت لنا الدكتورة عن إعجابها بالطابع المعماري للجزائر العاصمة وشريطها الساحلي الجذاب. كما أن السفر من الجزائر العاصمة إلى ولاية سطيف والذي كان برّا سمح للأمريكيين باكتشاف عمق الجزائر وورشات العمل الكائنة على الطريق الوطني رقم 5 وفي مقدمتها الطريق السيار شرق غرب والجسر العملاق المنجز بولاية البويرة ما جعلهم يتأكدون بأن الجزائر تعرف حركية تنموية واقتصادية كبيرة، وهو الأمر الذي أكده لنا الدكتور »جوكين رافال روس« وهو أيضا أستاذ بجامعة نيفادا... حيث صرح لنا بأنه تمكن من اكتشاف أشياء رائعة في الجزائر، خاصة بعدما قام بجولة عبر العديد من الولايات امتدت إلى كل من سطيفوقسنطينة وعنابة وسكيكدة وهي المدن التي أبهرته بطبيعتها الخلابة، خاصة تلك المطلة على البحر والتي على حد قوله لا يمكن أن نجدها في بلد آخر. * وأما الموقع الذي خلف أثرا كبيرا وسط الأمريكيين، فيتعلق بمدينة جميلة الأثرية، حيث يؤكد ممثلو الوفد أن الآثار الرومانية موجودة في العديد من البلدان لكن من النادر أن تجد مدينة رومانية كاملة كتلك الموجودة بجميلة التي تعتبر تحفة رائعة جديرة بالاهتمام ومن المفروض أن تستقطب السياح من كل بلدان العالم. ونفس الشيء يقوله الدكتور »جوكين« عن حمام قرقور، الواقع شمال ولاية سطيف، والذي زاره وتمتع بالجبال والوديان الموجودة بالمنطقة، وتزامنت زيارته للحمام مع تواجد العائلات الجزائرية بجانب الوادي وهو المشهد الذي أعجبه كثيرا، خاصة أن العديد من الأمريكيين كانوا يعتقدون بأن المرأة الجزائرية لا يمكنها الخروج من المنزل وتعيش تحت سيطرة الرجل. ولذلك يقول »جوكين« إن الزيارات التي قام بها كشفت له حقائق رائعة عن الجزائر التي أحبها كثيرا ويتمنى الإقامة بها، حيث أبدى لنا رغبته في التدريس بجامعة فرحات عباس والإقامة بسطيف التي وجد فيها كل الظروف الملائمة لتحقيق نهضة علمية وتنموية. * الجدير بالذكر، أن الدكتور »جوكين« لديه اطلاع على تاريخ الجزائر وثورة التحرير التي يعتبرها من أعظم الثورات في العالم، كما أبدى لنا تعاطفه الكبير مع القضية الفلسطينية وهو الشعور الذي جسده بارتداء الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود. وأما حبّه للجزائر فقد أظهره بارتدائه للقندورة والبرنوس الجزائري ولم يخف رغبته في قضاء بقية حياته بالجزائر. * أما السيد »جون براون«، المكلف بالاتصال على مستوى السفارة الأمريكية، الذي زار سطيف وأكد لمسؤولي النادي العلمي لكلية الطب بجامعة سطيف، بأنهم يملكون طاقة شبانية كبيرة توحي بمدى تطور الحركة الجمعوية بالجزائر، خاصة بعدما تمكن النادي من اقتطاع البروتوكول الذي سمح لتلاميذ جزائريين من التنقل إلى أمريكا للمشاركة في دورة تكوينية تعد الأولى من نوعها. كما خاطب السيد »براون« التلاميذ المعنيين بالعملية واعترف لهم بقدراتهم العلمية الكبيرة والتي تؤهلهم إلى الذهاب بعيدا ومنافسة النجباء في أمريكا وفي كل دول العالم. فهذا البروتوكول إذن كان فرصة للأساتذة الأمريكيين للتعرف على الحقيقة الرائعة للجزائر التي أحبوها، ووعدوا بنقل هذه الصورة إلى القارة الجديدة. كما أكدوا أن الجزائر في حد ذاتها قارة، حيث قال براون إنه عندما زار قسنطينة ذهل لجسورها المعلقة، أما عن الآثار الرومانية التي شاهدها مابين باتنةوسطيف فلم يكن يتصور وجودها بهذا الشكل والكم والجمال إلا في إيطاليا... شهادات من أساتذة أمريكيين معروف عنهم أن لا يجاملوا إطلاقا.