عماد محمد أمين أكمل السفير البريطاني في الجزائر أندرو هندرسون كتابة مذكراته عن الجزائر التي أقام بها ثلاث سنوات كاملة كسفير للتاج الملكي البريطاني , و على عكس السفراء الغربيين الآخرين فقد سافر أندرو هندرسون في الجزائر شرقا وغربا و تجول فيها شمالا وجنوبا لم تخف عن عينيه أدرار و لا تمنغاست و لا سطيف و لا عنابة و لا وهران ولا تلمسان إضافة إلى مهامه الدبلوماسية ولعل مذكراته عن الجزائر ستصدر بعد أيام قليلة و قد أفردنا مصدر مقرب منه ببعض الجوانب منها وصاحبها يتكلم عن تجربة فريدة من نوعها فقد سافر برا في الجزائر ورجع من الجنوب قافلا إلى الجزائر العاصمة برا مرورا بحاسي مسعود والمدية والشفة والبليدة و توقف مشدوها أمام جمال جبال الشفة والشريعة. و تميز السفير البريطاني في الجزائر أندرو هندرسون بعدة أمور قام بها و انفرد بها دون غيره من سفراء الغرب منها تنظيم ملتقى بلندن لجلب المستثمرين البريطانيين إلى الجزائر حاثا إياهم باكتساح السوق الجزائرية ومؤكدا لهم بأن الجزائر ليس بالبلد الخطير كما تروج له أوساط غربية. ومنها أنه نظم حفل عشاء على شرف وفد من الجالية المسلمة ببريطانيا والذي زار الجزائر، ودعا السفير لحضور هذا الحفل عدد من الشخصيات البارزة من المجتمع المدني وأسرة الإعلام وأجاب الجميع عن أسئلة ربما أحرجته بصفته دبلوماسي ولكنه أجاب بكل وضوح وبعيدا عن لغة الخشب ودارت الأسئلة حول اتفاقية التعاون في مجال الدفاع مع الجزائر في إطار تكوين ضباط جزائريين من قبل لندن وعن صفقة بيع أسلحة برية وبحرية للجيش الجزائري وكذلك عن ملف عبد المؤمن خليفة هذا وقد تم تعيين السيد مارتن روبر سفيرا جديدا لصاحبة الجلالة البريطانية لدى الجزائر وكل الأوساط البريطانية المطلعة ترشح أندرو هندرسون أن يتولى مهاما سامية لدى الحكومة في مجال الاستخبارات والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب فقد اكتسب الرجل علما كافيا بالملف الأمني لا سيما بخصوص تنظيم القاعدة وقد كان له دور بارز في متابعة طلب تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الحصول على فدية نظير الإفراج عن الرهينة البريطاني ايدن داير الذي تم قتله لاحقا و كان هندرسون قد كشف حينها أن الجماعات الإرهابية طالبت في بادئ الأمر بإطلاق سراح منظر الجماعات الإرهابية الأردني أبو قتادة غير أن السلطات البريطانية رفضت الطلب جملة وتفصيلا وأضاف الدبلوماسي البريطاني أن رفض السلطات لمطلب الإفراج عن أبو قتادة جعل التنظيم يراجع مطلبه ويختار الحصول على فدية مالية لقاء الإفراج عن الرهينة ايدن داير وكان مبلغ الفدية في بادئ الأمر 10 ملايين دولار ثم تراجع التنظيم وطالب بمبلغ 7 ملايين دولار ثم تراجع المبلغ المطلوب إلى 6 ملايين دولار وأوضح أن بريطانيا رفضت رفضا قاطعا التفاوض بهذا الشأن مشيرا إلى أن قناعاتها واضحة وجلية بالنسبة للعالم أجمع وهي عدم تمكين العناصر الإرهابية من التفاوض مع الدول مهما كانت قيمة الخسارة كبيرة "لقد حاولوا التفاوض وطلب المال لكن الأمر غير مقبول بالنسبة لنا كدولة و على هذا فقد اكتسب السفير البريطاني في الجزائر أندرو هندرسون علما بخبايا الإرهاب يؤهله لأن يلعب دورا بارزا فيما بعد كما كان السفير أول من كشف عن صفقة بيع أسلحة للجزائر و تحدث عن مشروع بيع أسلحة حربية وقال ''لدينا تجهيزات حربية نريد بيعها ونحن جد مهتمين بذلك''. و كان تحدث وزير الدفاع البريطاني فيما بعد عن الخطر الإرهابي الذي يهدد دول منطقة الساحل الإفريقي، وقال إن قضية اغتيال المواطن البريطاني إدوارد ديار توضح مدى حجم التهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل الإفريقي، فيما أكد سعي بلاده للتنسيق العسكري مع الجزائر من أجل تحقيق الأمن في المنطقة مع الاستفادة من خبرة هذه الأخيرة في إطار مكافحة الإرهاب و عرف ملف عبد المؤمن خليفة في عهدة السفير البريطاني في الجزائر أندرو هندرسون تقدما غير مسبوق وكان السفير أحد من لعب الدور البارز في هذا التقدم و كان تأسف كثيرا لما أعلنت الحكومة البريطانية أكتوبر من العام الماضي تأخير إجراءات تسليم الملياردير الجزائري الفار رفيق عبد المومن خليفة المحبوس في سجن واندزورث بجنوب لندن مؤكدا أن وزير الداخلية البريطاني ألان جونسون طلب من محكمة ويستمنستر ودفاع الخليفة مهلة إضافية تستمر إلى غاية ديسمبر المقبل قبل أن يقوم بتوقيع وثيقة تسليم المتهم إلى الجزائر، علما أن محكمة ويستمنستر اللندنية كانت قد حكمت في جوان الفارط بتسليم الخليفة وأمهلت وزير الداخلية إلى غاية أكتوبر المنصرم لإصدار القرار التنفيذي بترحيل المتهم إلى بلاده ووصف سفير المملكة المتحدة أندرو هندرسون ملف الملياردير الهارب، عبد المؤمن خليفة، في أعقاب التماس التأجيل من قبل وزير الداخلية البريطاني بالمعقد والحساس فالملف يحتاج إلى مزيد من الوقت هذا ما يمكن قوله لأنه لا يمكنني التعليق على قرار المحكمة احتراما لها و لكن بالمقابل ألمح السفير إلى مبررات تقف وراء طلب تأجيل وزير الداخلية في لندن الفصل النهائي في طلب تسليم خليفة للجزائر، وقال إن ''الملف على قدر من التعقيد وعلى قدر من الحساسية ويحتاج فعلا للمزيد من الوقت . ولما سئل إن كان تاريخ السابع ديسمبر المقبل فاصلا في القضية أجاب أنه يتابع الأمر و لا يمكنه التكهن