تعاني العديد من الأحياء و القرى المتواجدة ببلدية قدارة الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس من التهميش و الإقصاء بسبب العزلة المفروضة عليهم، ويطالب سكان هذه المناطق، التفاتة السلطات إلى مشاغلهم التي باتت تؤرقهم، و كذا تجسيد الوعود التي تمطرهم بها في كل المناسبات، لتذهب أدراج الرياح بمرور الوقت. وتفتقر أحياء وقرى هذه البلدية لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، على غرار اهتراء الطرقات، أزمة السكن، غياب المرافق الترفيهية و غيرها من النقائص التي جعلت سكان البلدية يكابدون مظاهر التخلف ويعيشون يوميا واقعهم المر تحت وطأة البؤس والحرمان. كريم-ح ورغم أن مد الطرقات هي الوسيلة الأولى لفك العزلة عن منطقة ما، فإن سكان عدة أحياء و قرى تابعة لبلدية قدارة يعانون من الاهتراء الكبير الذي تتواجد عليه طرقات البلدية، خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، إذ تتحول بمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر إلى برك مائية يستحيل المرور عليها، وقد أكد أحد قاطني هذه البلدية أنهم يستعينون بالأحذية البلاستيكية كلما تساقطت الأمطار، كما أنهم يعانون من عزوف الناقلين عن الدخول إلى الأحياء خوفا من تعرض مركباتهم إلى أعطاب. ولذلك يطالب هؤلاء من السلطات المعنية و على رأسها البلدية التدخل العاجل، من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية و التي من أهمها وضع حد للمعاناة التي يتخبطون فيها السكان من الاهتراء الذي تعرفه طرقات البلدية. أزمة سكن حادة تعيش قرى بلدية قدارة أزمة سكن حادة بدليل تواجد سكنات يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري، إضافة إلى كثرة البيوت القصديرية. هذا دون أن ننسى العائلات المنكوبة التي استفادت من الشاليهات إثر الزلزال الذي ضرب الولاية في 21 ماي 2003، وأصبحت هذه الأخيرة تصلح لكل شيء ما عدا للسكن في ظل اهتراء أسقفها و تصدعها بالكامل. ورغم أن البعض من المواطنين بهذه البلدية، استفادوا من برامج المساعدات الاجتماعية في إطار السكنات الريفية، إلا أنهم لم يخفوا أن النسبة المخصصة لبلديتهم ضئيلة جدا مقارنة بعدد العائلات التي هي بأمس الحاجة للسكن. و قد صرح المواطنون الذين استفادوا من مساعدات البناءات الريفية أنه من المستحيل بناء مسكن بمبلغ الإعانة التي منحت لهم، لاسيما مع الفقر الذي يسود المنطقة و الارتفاع الفاحش لأسعار مواد البناء. فرص العمل لدى الشباب لا تتعدى فرص الشغل الموسمية تفشت ظاهرة البطالة بشكل واسع في صفوف شباب المنطقة. إذ وحسب تصريحاتهم، فإن بلديتهم تفتقر لكل أنواع الاستثمار، خاصة مع تأخر أشغال إنجاز ال 100 محل تجاري المبرمج من قبل رئيس الجمهورية لفائدة الشباب. و من أجل الحصول على لقمة العيش، يمارس البعض منهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء و البعض الأخر يمتهنون الفلاحة و يستغلون فرص الشغل الموسمي، كما يعمل آخرون لدى بعض العائلات في حقول الزيتون مقابل حصولهم على مبلغ لا يتعدى 300 دج، أو على بعض لترات من زيت الزيتون. لكن ما يلفت الانتباه في معظم قرى هذه البلدية هو شعور فئة الشباب الجامعيين الذين أنهوا دراستهم الجامعية منذ سنوات باليأس و خيبة الأمل، كونهم لم تتح لهم فرصة الحصول على شغل بعد مشوار دراسي مليء بالطموحات لعيش مستقبل أفضل. و في هذا الصدد أكد مواطن متحصل على شهادة الليسانس في الترجمة قائلا : "الحصول على شهادة جامعية هو الحلم الوحيد الذي راودني منذ صغري، كنت أعتقد أنه بعد تخرجي من الجامعة سأحقق بعض أحلامي و طموحاتي و أعيش مستقبلا زاهرا، لكن الواقع أراد عكس ذلك، فأنا بطال وخائب الأمل". التزويد بمياه الشرب لأربع ساعات كل 25 يوما يواجه سكان قرى و بعض أحياء بلدية قدارة، مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها و هي أزمة المياه الشروب، فحسبهم تقتصر مدة تزويدهم بهذه المادة الحيوية أربع ساعات كل 25 يوما. و يقول أحد السكان : "الحنفيات جافة حتى في فصل الشتاء"، وهو الأمر الذي دفع بالسكان إلى جلب الماء من الينابيع الطبيعية المتواجدة في الجبال. ويشد انتباه الزائر لهذه المنطقة، تواجد الحمير بكثرة، و حسب أحد المواطنين فإن الحمار لا يزال مقدسا في هذه المنطقة، إذ يستخدمه السكان كوسيلة لجلب الماء من الجبال.