قال وزير الخارجية البرازيلي إن بلاده وروسيا والهند والصين تعمل على إصدار قرار من الأممالمتحدة يعارض العقوبات المنفردة التي فرضتها بعض الدول على إيران خارج مظلة مجلس الأمن الدولي. وأوضح سيلسو أموريم أن الدول الأربع ناقشت الأمر في اجتماع لوزراء خارجيتها أمس الثلاثاء في نيويورك، وبدأت التنسيق بينها بشأن اتخاذ خطوات لإصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن. وأضاف أموريم الموجود في نيويورك لحضور افتتاح الجمعية العامة "في بعض الحالات نعارض حتى العقوبات المتعددة الأطراف، وعليه فإن العقوبات المنفردة ليست بالتأكيد محل ترحيب لأنها خارج نظام المتحدة". وقد يساهم مشروع قرار بهذا الخصوص إذا وافقت عليه الجمعية في تقليص شرعية عقوبات إضافية فرضتها الولاياتالمتحدة وبلدان غربية أخرى على إيران بسبب برنامجها النووي. ووسع مجلس الأمن نطاق العقوبات على إيران في جوان الماضي لرفضها التوقف عن تخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغرب أن يكون الغرض منه صنع أسلحة. ومع ذلك أقر الكونغرس الأميركي في جويلية الماضي عقوبات إضافية منفردة على إيران بهدف التضييق على قطاعاتها للطاقة والبنوك. وخوفا من تصاعد التوترات بسبب البرنامج النووي الإيراني إلى حرب، حاولت البرازيل في وقت سابق تفادي العقوبات الإضافية إذ توسطت لعقد اتفاق لمبادلة الوقود النووي بين إيران وتركيا، غير أنه لقي تجاهلا إلى حد كبير من جانب الولاياتالمتحدة. وكانت الدول الغربية قد كثفت ضغوطها على إيران الاثنين في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف التأثير على مسار عمليات تفتيش منشآتها النووية. وجدد وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو في فيينا دعوته طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، قائلا إن واشنطن مهتمة دائما بانخراط إيران مرة أخرى بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي، لكنها تريد التأكد من أن طهران صادقة. من جهته قال المندوب الفرنسي برنار بيجو إن مسلك إيران لم يترك للقوى خيارا سوى فرض سلسلة من العقوبات الأشد على البلاد، لكنه أعرب عن ثقته في إمكانية التوصل إلى حل للأزمة عبر المفاوضات، مناشدا طهران أن تختار التعاون في نهاية المطاف. أما يوشن هومان من وزارة الاقتصاد والتقنية الألمانية فأشار إلى أن القوى الست المشاركة في جهود نزع فتيل الأزمة النووية، قدمت عرضا شاملا للتعاون "وينبغي أن تقرن إيران أقوالها بأفعال وأن تعود الآن إلى مائدة المفاوضات". بدورها أعربت إيران عن استعدادها لاستئناف سريع للحوار مع القوى الكبرى، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "نأمل أن نتمكن من خلال مقاربة عادلة تقر بحق إيران بنشاطات نووية سلمية من إجراء مفاوضات في المستقبل القريب". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد صرح لوسائل إعلام أميركية بأن إيران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى الكبرى. وقررت طهران في جوان الماضي تعليق المفاوضات حتى سبتمبر الجاري مع مجموعة الدول الست بعد صدور قرار جديد عن مجلس الأمن يتضمن عقوبات جديدة ضد إيران بشأن برنامجها النووي.