إذا سمعت النداء بالأذان فاستحضر في قلبك أن الله تعالى يُناديك، واعلم أن في إجابة النداء حياة لقلبك، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال: 24)، فانشُط لهذا النداء وتذكر وصفا لا يليق بالمسلم، قال الله تعالى مُخبرا عن حال المنافقين: (وَإِذَا قَامُوا إلى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالى) (النساء:142)، وعليك بالطهارة والوضوء فإنه منشط للصلاة، وأنت تغسل أعضاء الوضوء استحضر أن هذه الأعضاء قد فعلت كثيرا من الذنوب، وأن هذه الخطايا والذنوب تخرج مع ماء الوضوء، فأحسن غسلها وتنظيفها وتهيئتها للإقبال على الله، فقد روى الإمام مسلم عن عمرو بن عبسة الأسلمى قال: يا نبي الله؛ فالوضوء حدثني عنه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (ما منكم رجل يُقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينثر إلا خرَّت خطايا وجهه وفِيه وخياشيمه، (أي خطايا فمه وأنفه) ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرَّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرَّت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرَّت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجّده بالذي هو له أهل وفرّغ قلبه لله تعالى إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه)، لكن هذا الأمر يحتاج إلى نية وهو أن يعاهد الله عز وجل أنه كما يغسل هذه الأعضاء ظاهرياً بالماء فإنه يغسلها باطنياً بالتوبة النصوح، فيقول: يا رب هذا الفم تكلم بالغيبة والنميمة والكذب والبهتان، فأنا كما أغسله ظاهرياً بالماء سأغسله باطنياً بالتوبة النصوح فلا أتكلم بعد الآن بما يغضب الرحمن. وهذه العين نظرت إلى الحرام فكما أغسلها الآن بالماء أعاهدك يا رب أن أغسل باطنها بالتوبة فلا أنظر بها بعد الآن إلى الحرام، ويقول يا رب هذه اليد بطشت وسرقت وارتشت فكما أغسلها الآن ظاهرياً بالماء أغسلها باطنياً بالتوبة فلا أمدها إلا فيما يرضيك، ويقول يا رب هذه القدم سعيتُ بها إلى الحرام فكما أغسلها الآن ظاهرياً بالماء سأغسلها باطنياً بالتوبة، فلا أسعى بها إلا فيما يرضيك عنى. احرص أن تلبس أفضل ما عندك، فإنك ستقف بين يدي ملك الملوك، وقد أمر الله بالاستعداد لهذا الموقف بأحسن لباس، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تُزين له)، وكما سترت بدنك وسترت عورتك فتذكر كم ستر الله عليك من قبائح فعلك، فلم يفضحك أمام أعين الناس، فأحسن شكر الله وأداء الصلاة.