إلى المصالحة ولى عهد ''الجيا'' ثم ''السلفي'' وبعده ''القاعدة''.. والله أعلم ماذا بعد ''القاعدة''!محمد سلطاني ''الله الله في أمتكم، هذه فرصة فلا تضيّعوها ولنعمل سويا فنحن منكم وأنتم منا''، بهذه العبارات وجه أمس أربعة من القيادات البارزين السابقين للجماعة السلفية للدعوة والقتال يتقدمهم ''مصعب أبو داود''، أمير المنطقة التاسعة، وأبو حذيفة المدعو ''عمار المارشال''، أمير جند بالمنطقة الخامسة بتبسة، إضافة إلى ''عمر عبد البر''، رئيس اللجنة الإعلامية، وكذا ''أبو زكريا''، رئيس اللجنة الطبية وجهوا دعوتهم للمسلحين في الجبال إلى اغتنام فالفرصة الثمينةف التي بين أيديهم للالتحاق بنهج المصالحة والخروج من متاهة النشاط المسلح. كما دعا القادة الأربعة زملاءهم السابقين إلى التأسي بهم وحذروهم من إدارة الظهر للفرصة التي بين أيديهم للاستجابة لداعي المصالحة. وعلى هذا المنوال، خاطب أصحاب البيان رفقاءهم بالقول فكنا بالأمس القريب رفاقكم وكنا قادتكم... ندعوكم للحاق بنا والعودة الى أسركمف. كما حذّر الناصحون من الاغترار بتأييد المؤيدين، وقال رفاق حطاب وكأنهم لسان التجربة والخبرة ينطق فيهم كاشفا زيف المؤيدين، ففهم واله أول الناس المرحبين بنزولكمف، ليواصلوا متسائلين بالقول: ''أين كنا وأين نحن؟''، وهو السؤال الذي يحمل الكثير من الأوجه ويخفي في ثناياه الكثير من المعاني التي تدعم حجج الداعين إلى الانخراط في المصالحة الوطنية. كما دعا القادة السابقون في بيان النصيحة، الذي تلقت ''البلاد'' نسخة منه، إلى الامتثال لنصيحة ورثة الأنبياء من علماء الأمة الذين نصحوا ولايزالون ينصحون لإحلال السلم والأمن والأمان في ربوع الجزائر، معتبرين أن الاستجابة لداعي السلم والأمن والأمان هي استجابة لما يحييهم، مستشهدين في ذلك بما ورد في سورة الأنفال. وبصيغة الاستنكار الداعي إلى الرضوخ للحجة الشرعية، قال أصحاب البيان مخاطبين إخوانهم،كما وصفوهم.. ''كيف نخالف علماء الأمة وهم ورثة الأنبياء الذين إليهم أمر العامة فيما جهلوا''، كما شدد هؤلاء القادة الذين أضحوا من صناع المصالحة بعد ما كانوا في الجبال، على التأكيد أن استجابة هؤلاء المسلحين للنداء الموجه لهم سيكون مساندة للجهود التي يبذلونها رفقة غيرهم من الغيورين والداعين لخروج الجزائر من بوتقة الفوضى والعيش في كنف السلم والسلام، وعلى رأس هؤلاء مؤسس ''الجماعة السلفية'' أبو حمزة حسان حطاب الذي أخذ على عاتقه مسؤولية إنقاذ رفقائه السابقين من المأزق المتواجدين فيه. وحذّر أصحاب البيان، بلغة المشفق على المسلحين الذين لايزالون في الجبال، من العواقب الوخيمة والتداعيات التي تنجر عن موقف كهذا، مبرزين على وجه الخصوص التحولات الخطيرة التي طرأت على دوامة العمل المسلح من الجماعة الإسلامية ''الجيا'' إلى الجماعة السلفية إلى ''القاعدة''، متسائلين في بيانهم بالبنط العريض عما يخفيه المجهول في دوامة التحولات الخطيرة التي طرأت وتطرأ على الخيار المسلح والمواجهة في التغيير. كما سلّط القادة الأربعة، وهم على دراية بما يقولون، الضوء على دور الأعداء الذين يتربصون بالجزائر الدوائر ويتحينون الفرص للنيل من الأوطان والأعراض وكل ما هو جميل. ولم يغفل أصحاب البيان لغة البيان الشرعي في ندائهم، وعرجوا على بعض الأبجديات الشرعية التي تضبط جدلية التكليف والقدرة، متسائلين عن جدوى البقاء في الجبال أملا في تغيير ما لا قبل لهم به، مشيرين إلى أن هذا الموقف هو عين إذلال النفس المحرم شرعا. وواصل الأربعة في منطق المحاججة بالتي هي أحسن والاستمالة بالتي هي ألطف، بالإشارة إلى دور العلماء في مسائل الدماء والأرواح والأنفس، معترفين لهم بالقدرة والاختصاص على تقدير الأمور والنظر في المآلات والتداعيات وما يترتب على كل موقف من المواقف، ليخلصوا إلى التأكيد على أن الرجوع إلى جادة الصواب فضيلة والمراجعة للعودة إلى المجتمع ظاهرة صحية، مستشهدين في ذلك بكواكب الذين سبقوهم إلى ساحة النشاط المسلح، كما سبقوهم إلى ساحة المراجعات والرجوع إلى المجتمع الجزائري المسلم وعلى رأسهم الشيخ عبد القادر عبد العزيز منظّر الجهاد الذي راجع نفسه. ولم يفت القادة الأربعة التذكير والتنصيص في بيان النصيحة الذي توجهوا به للمسلحين من رفاقهم السابقين، بما ينتظرهم في المجتمع الجزائري من تسامح وصدر رحب وكذا حاجة المجتمع الماسة إلى كل من يسهم في ترشيده. وبالنظر لمواقع القيادات الأربعة في العمل المسلح سابقا، يتوقع أن يكون لهذا النداء تأثيرات مستقبلية حاسمة تثمن نداءات حسان حطاب السابقة وتشجع كثيرا من المترددين من بقايا حملة السلاح في العودة إلى المجتمع والاستفادة من تدابير السلم والمصالحة التي ماتزال معروضة للأخذ بها. كما تعزز هذه الدعوات الصادر عن قيادات سابقة في الصفوف الأولى للعمل المسلح نداءات وبيانات كثير من العلماء الذين جددوا فتاواهم بحرمة الاقتتال في الجزائر ودعوا بقايا المسلحين إلى الإثابة إلى الرشد والعودة إلى العقل والوقوف عند حدود الله. بيان قال تعالى: ''يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم'' الأنفال. استجابة لله ولرسوله، ولورثة الأنبياء من العلماء الربانيين الذين نصحوا للأمة ولا يزالون كذلك في دعوتهم من أجل إحلال السلم والأمن والأمان في ربوع الجزائر الطيبة. مساندة منا لكل الغيورين من إخواننا الداعين إلى الخروج من بوتقة اللااستقرار والعيش في السلم والسلام على رأسهم أخونا أبو حمزة حسان حطاب. نصحا لإخواننا القابعين في الجبال الذين نعرفهم ويعرفوننا، وما ذاك إلا حبا لهم وإشفاقا عليهم، لقد توالت الأيام والشهور والأعوام، وكل منا ينتظر اليوم الذي تنتهي فيه هذه المأساة فتجف الدماء وتلتئم الجراح ويسكت الرصاص بين الأبناء والإخوان، وكل منا يعلم أن الأعداء يتربصون بنا الدوائر ويتحيّنون الفرص للنيل من أوطاننا وأعراضنا وكل ما هو جميل لدينا. ولى عهد الجماعة الإسلامية المسلحة ثم تلاه عهد الجماعة السلفية وبعده عهد القاعدة ولسنا ندري ماذا بعد القاعدة. أيها الإخوة الأحباب، هذه فرصة ثمينة لاستدراك ما فات فلا تضيّعوها والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من نبذها وراء ظهره. كنا رفاقكم بالأمس القريب وكنا قادة لكم، ورغم جهلنا بأحوالكم في هذا الظرف إلا أن قلوبنا معكم، فإننا ندعوكم للحاق بنا والعودة إلى حياتكم في كنف أسركم التي تنتظركم ولا يغرنّكم تأييد المؤيدين، فهم والله أول الناس المرحبين بنزولكم، أين كنا وأين نحن الآن. وعليه فالقيام على أهاليكم وأسركم من أعظم الواجبات كما صحّ في قوله صلى الله عليه وسلم : ''كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يعول''. كيف نقبع في الجبال محاولا تغيير ما لا طاقة لنا به، وقد قال قدوتنا وحبيبنا وأسوتنا:''لا ينبغي للمسلم أن يذل نفسه''، قلنا كيف يذلها يا رسول الله؟ قال: يحملها من الأذى ما لا تطيق''. كيف نخالف علماء الأمة وهم ورثة الأنبياء بنص الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي، فقد أوكل الله أمر العامة إليهم في قوله تعالى: ''واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون''. فالعلماء هم الأقدر على تقدير الأمور بعلم وبصيرة والنظر إلى مآلات الأمور، فالرجوع إلى الحق فضيلة، فها هو الشيخ عبد القادر عبد العزيز منظّر الجهاد يراجع نفسه، ولقد سبقنا في هذا الطريق هو وغيره من الدعاة والعلماء المعاصرين، فلنراجع أنفسنا بالرجوع إلى مجتمعنا المسلم الذي ينتظرنا بصدر رحب وتسامح وهو في حاجة ماسة إلينا لنرشده إلى دينه بالتي هي أحسن. هذه دعوتنا لكم أيها الأحباب فالله الله في أمتكم، فهذه فرصة لا تضيّعوها ولنعزم على العمل سويا مع بعضنا البعض فنحن منكم وأنتم منا. والله الهادي إلى سواء السبيل حرر يوم الخميس 92 ربيع الأول 0341ه الموافق ل 29/03/2009 رئيس اللجنة الإعلامية بالجماعة السلفية سابقا: أبو عمر عبد البر رئيس اللجنة الطبية بالجماعة السلفية سابقا: أبو زكريا أمير المنطقة التاسعة بالجماعة السلفية سابقا: مصعب أبو داود أمير جند سابق بالمنطقة الخامسة/ تبسة: أبو حذيفة عمار