دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس إلى لقاء هو الأول من نوعه بين الوزارة والمتعاملين من نقابات وجمعيات مهنية ناشطة في قطاع الصيدلة ويعد اللقاء الذي سيعقد اليوم بمعهد باستور بدالي ابراهيم فرصة هامة للأطراف المعنية لتبادل الأفكار والتحاليل حول الوضعية التي يمر بها قطاع الأدوية في الجزائر وكيفية تذليل الصعوبات والعقبات التي يلتقيها المتعاملون المحليون في سبيل تجسيد الأهداف التي سطرتها الحكومة في مجال تطوير صناعة صيدلانية وطنية راقية تستجيب للطلب الوطني وتجعل الجزائر تتخلص تدريجيا في آفاق 2014 من التبعية للاستيراد ولاسيما وأن قطاع الأدوية يعد من القطاعات الحيوية والاستراتيجية. أحسن خلاص وكان الوزير جمال ولد عباس منذ توليه وزارة الصحة قد أعلن عن إرادته رد الاعتبار للصناعة الصيدلانية المحلية وترقيتها من خلال تشجيع الشراكة وتحويل التكنولوجيا كما أعلن أن هدف الحكومة من خلال المخطط الخماسي الجديد هو الوصول إلى احتلال المنتوج الصيدلاني الوطني نسبة 70 بالمائة مع نهاية المخطط . وهو ما جعل المتعاملين والنقابات الناشطة في هذا المجال وعلى رأسها النقابة الجزائرية للصناعة الصيدلانية السايب تعبر عن ارتياحها لهذا المنحى الجديد في نظرة الدولة إلى القطاع ولاسيما وأن الوزير جمال ولد عباس على معرفة دقيقة ومعمقة بانشغالات القطاع ودعت بالمنتجين بالمناسبة إلى التكتل وتظافر الجهود لرفع التحدي وتحقيق هذه الأهداف إذ ما وجدت مطالبهم ومشاكلهم آذانا صاغية من قبل الوزارة. وكانت الحكومة قد شرعت في ضبط سياسة تدريجية في سبيل تقليص اللجوء إلى استيراد الأدوية الذي أخذ يشكل عبئا على وضعية الضمان الاجتماعي من جهة ومهددا لصحة المواطن نتيجة التلاعبات التي تقع بالنسبة للمواد الصيدلانية الحيوية والأساسية وغيرها من المشكلات المتعلقة بالتخزين والتوزيع. فقد اتخذت الحكومة في أواخر 2008 قرارا بمنع استيراد الأدوية المنتجة محليا قبل إلزام المخابر الأجنبية بدفاتر أعباء تقضي بضرورة المرور إلى الاستثمار المباشر في الجزائر عن طريق الشراكة مع المتعاملين المحليين. ولم يكن تعيين جمال ولد عباس على رأس القطاع إلا بهدف إعطاء دفع قوي لهذه السياسة الوطنية.