شككت الولاياتالمتحدة بدوافع إيران في مساعدة أفغانستان ماليا، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأفغاني حامد كرزاي أقر فيها باستلام مكتبه أموالا من طهران. وقال بيل بورتون، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، إن لدى الأميركيين والعالم بأسره كل الأسباب للقلق من محاولات إيران الرامية إلى ممارسة نفوذ سلبي في أفغانستان. وأضاف في تصريح للصحفيين أنه يجب على الإيرانيين -كما كل الجيران هناك- محاولة أن يكون لديهم نفوذ إيجابي لتشكيل حكومة، وألا تكون أفغانستان بلدا يستطيع "الإرهابيون" أن يجدوا فيه ملجأ للتخطيط لاعتداءات. كما صرحت الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها فيليب كراولي بشكها "في الدوافع الإيرانية انطلاقا من دور المزعزع للاستقرار الذي اضطلعوا به في الماضي مع جيرانهم". وأضاف كراولي "لا نشكك في حق إيران في تقديم مساعدات مالية لأفغانستان ولا نشكك في حق أفغانستان في قبول تلك المساعدات لكننا نظل متشككين في دوافع إيران". وقد أقر كرزاي بأن إدارته تلقت "أكياسا من النقود" من الحكومة الإيرانية ودول عدة، لكنه أكد أن ذلك تم بطريقة شفافة ويعتبر شكلا من المساعدة من دولة صديقة. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي بكابل إن "الحكومة الإيرانية تساعدنا مرة أو مرتين سنويا" بنحو 700 ألف يورو 977 ألف دولار كل مرة. وأضاف أنها "مساعدة رسمية، ورئيس مكتب الرئاسة عمر داودزاي يتلقى أموال الحكومة الإيرانية بناء على أوامري". وتابع كرزاي "إن دفعات أموال نقدية تصل من العديد من البلدان الصديقة لمساعدة مكتب الرئيس. وهذا أمر كنت بحثته مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في كامب ديفد". وأكد كراولي تصريحات لكرزاي قال فيها إن الولاياتالمتحدة قدمت أيضا في السابق حقائب أموال لأفغانستان، لكنه برر ذلك بأنه "بسبب طبيعة النظام المالي الأفغاني كانت هناك مرات دخلت فيها المساعدات لأفغانستان في شكل أموال نقدية". وأعرب كرزاي عن امتنانه للإيرانيين على "المساعدة التي يقدمونها لنا وللذين يحصلون على المساعدة وفقاً لتعليماتي". وقد أثار موضوع المساعدات الإيرانيةلأفغانستان تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز جاء فيه أن عمر داودزاي يتلقى سرا حقائب أموال من إيران قد تصل إلى ستة ملايين دولار بالمرة الواحدة في مسعى إيراني لضمان النفوذ والولاء. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أفغاني لم تذكر اسمه قوله إن ملايين الدولارات التي تصل من إيران تستخدم في دفع أموال لأعضاء مجلس النواب الأفغاني وشيوخ القبائل وقادة ميدانيين لطالبان. ولفتت نيويورك تايمز إلى أنه من غير الواضح إن كان داودزاي يأخذ من المال لنفسه أم لا، لكنها نقلت عن مسؤولين أفغان وغربيين إشارتهم إلى أنه يملك ما لا يقل عن ستة منازل في دبي وفانكوفر. وطبقا لمعلومات حصلت عليها الصحيفة من مصادر أفغانية وغربية في كابل لم تسمها، فإن المبالغ المالية المدفوعة -التي بلغت ملايين الدولارات- تذهب إلى صندوق سري حيث يستعملها كرزاي وداودزاي لكسب ولاء المشرعين الأفغان وشيوخ القبائل وقادة طالبان. وقد نفت السفارة الإيرانية بالعاصمة كابل صحة ما ذكرته الصحيفة، وقالت في بيان إنها ترفض بقوة "المزاعم السخيفة" لصحيفة نيويورك تايمز، معتبرة أن الغرض من إشاعتها من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية "بلبلة الرأي العام وتدمير العلاقات القوية بين حكومتي وشعبي البلدين".