كشف تحليل اقتصادي حديث عن أن الشركات الأمريكية تتعافى سريعاً من حالة الركود التي كانت تعاني منها محققة أرباحاً غير مسبوقة نتيجة لإجراء بعض التعديلات على عملياتها التجارية لتتماشى مع العائدات المتدنية والمستقبل الذي لا تتضح معالمه. * ووفقا للتحليل الذي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد حققت الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أرباحاً خلال الربع الثاني قدرها 189 مليار دولار وذلك بزيادة بلغت نسبتها 38% مقارنة مع العام السابق. كما تشير تقديرات وزارة التجارة الأمريكية لارتفاع في أرباح الربع الثاني بعد الضرائب بمعدل سنوي بلغ نحو 1,208 تريليون دولار بارتفاع 3,9% عن الربع الأول وبنحو 26.5% مقارنة بالعام السابق، وتعتبر هذه الأرباح وكنسبة من الدخل الوطني بعد حساب الضرائب، الثالثة من حيث ارتفاعها منذ 1947 حيث تجاوزتها فقط أرباح ربعين في 2006. وتعكس البيانات الواردة أن الشركات الكبيرة تتعافى بسرعة وقوة من الركود، مقارنة بالاقتصاد ككل مما ساعد في ارتفاع أسعار الأسهم هذا العام، ولتحقيق هذا الأداء قامت الشركات بتسريح مئات آلاف العمال، وقفل وحداتها ذات الأرباح المتدنية بالإضافة إلى تحويل أعمالها للمناطق الأقل تكلفة وتبسيط عملياتها الصناعية. ووفقا للصحيفة، فبالرغم من الأرباح الكبيرة التي حققتها، لا تعتزم الشركات زيادة معدلات الإنفاق في عمليات التوظيف، أو في شراء معدات ومنتجات جديدة، حيث ويتوقع الخبراء أن يستمر خفض معدل الإنفاق لسنتين على الأقل ليعاود بعدها بوتيرة أكثر بطئاً تعويضاً عن الخسارات التي منيت بها هذه الشركات خلال الأزمة. وسجلت الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز أرباحاً في الربع الثاني بلغت نسبتها 10% مقارنة بالعام 2008، مع انخفاض في العائدات نسبته 6%، وهذا يعني أن الشركات حققت أرباحاً بنحو ما يقارب 8,4 سنت في كل دولار من المبيعات، مقارنة بنحو 7 سنتات في ذات الربع من العام 2008. ومن المتوقع أن تحقق الشركات الأمريكية الكبيرة التي تتحصل على الجزء الأكبر من مبيعاتها من الخارج، نمواً أسرع في عائداتها خلال العام المقبل، مقارنة بالشركات الأخرى التي تركز على النشاط المحلي وذلك لاستمرار إحجام المستهلك الأمريكي عن الإنفاق.