استمرت الردود الدولية والمحلية المستنكرة لدعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لمواطني لبنان ومسؤوليه لمقاطعة محققي المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن ما قاله نصر الله "يثبت عدم اكتراث حزب الله لمصالح اللبنانيين". وقال إن الحزب لديه جدول أعمال محدود، مضيفا أن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لمساعدة حكومة لبنان وشعبه على التصدي لما أسماه "التهديد المستمر". يُذكر أن نصرالله وجه دعوته الخميس بكلمة متلفزة بعد تصدي نسوة يعتقد أنهن مقربات من الحزب لمحققين دوليين كانوا يسعون للحصول على معلومات عن بعض الملفات الطبية من عيادة نسائية تقع بضاحية بيروت الجنوبية. ورأى المتحدث الأميركي أن للمحكمة الدولية أهمية استثنائية بالنسبة لمستقبل لبنان، ورفض الاتهامات القائلة بأن الولاياتالمتحدة تحاول التأثير عليها.وقال "نحن ملتزمون بدعم عمل المحكمة وسنفعل كل ما بوسعنا لا للتأثير عليها بل لمنحها فرصة لإنهاء المهمة الموكلة إليها". تصريحات كراولي أتت بعد يوم من اتهام السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة سوزان رايس سوريا وإيران بتسعير التوترات بلبنان من خلال إمداد حزب الله بالأسلحة.وقال كراولي إن بلاده تشعر بالقلق للتوتر المتصاعد في لبنان، واتهم قوى لم يسمها بمحاولة التأثير على حكومة لبنان وانتهاك سيادته. وكانت كتلة المستقبل النيابية قد أعلنت بدورها رفضها دعوة نصر الله. وقالت في بيان إثر اجتماع لها برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري إن الكتلة تشدد على تمسكها بالمحكمة الخاصة التي توافق اللبنانيون عليها باعتبارها حماية للتنوع السياسي، وعلى قاعدة أن العدالة هي أساس الاستقرار ولا تناقض بينهما.وبعث رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي بخطابين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإلى الحريري تتضمن "قلق المحكمة الشديد" بشأن حادثة الأربعاء.