كشفت حزمة وثائق ويكيليكس الأخيرة أن المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين كانتا من بين الدول التي حثت الولاياتالمتحدة وبشدة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، مما يدل على مدى القلق بالمنطقة العربية من سلوكيات إيران. محمد / ك – وكالات صحيفة لوس أنجلوس الأميركية قالت إن دول الخليج العربي بشكل عام تتحاشى عادة انتقاد إيران بشكل علني، ولكن الوثائق كشفت أن ما يجري في الخفاء مختلف عما يجري بالعلن، فكل من العاهلين السعودي والبحريني، ظهر أنهما حثا الولاياتالمتحدة بشكل سري على ضرب المنشآت النووية الإيرانية. يتركز محتوى وثائق ويكيليكس هذه المرة على برقيات للسلك الدبلوماسي الأميركي، وتقول إحداها إن أحد المسؤولين السعوديين قد ذكّر الأميركيين بأن العاهل السعودي قد طالبهم مرارا "بقطع رأس الأفعى" قبل فوات الأوان. البرقيات التي تم كشفها يصل عددها إلى زهاء ربع مليون برقية، ويحتوي الكثير منها على معلومات قد تكدر العلاقات الأميركية مع دول مثل روسيا والصين بالإضافة إلى دول أوروبية وعربية. وقد كتبت لوس أنجلوس مقتطفات من محتويات بعض البرقيات المسربة: - يعتقد المسؤولون الأميركيون أن كوريا الشمالية زودت إيران بصواريخ يصل مداها إلى بعض العواصم الأوروبية وموسكو. - كلف الدبلوماسيون الأميركيون بجمع معلومات مفصلة عن العديد من المسؤولين الأجانب، وقد تضمنت المعلومات المطلوبة أمورا مثل أرقام البطاقات الائتمانية. وتذكر البرقية أن الأمين العام للأمم المتحدة كان من بين أولئك الذين طلبت الإدارة الأميركية معلومات عنهم. - فشلت الإدارة الأميركية في إزالة اليورانيوم المخصب من مفاعلات نووية باكستانية، وتخشى أن تقع تلك المواد الخطرة في أيدي عناصر تناصب أميركا العداء. - وصلت معلومات إلى المسؤولين الأميركيين مفادها أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني كان وراء اختراق حواسيب شركة غوغل في الصين. البيت الأبيض وصف التسريب الأخير لويكيليكس على أنه "خطر وطائش" ويعرض حياة أشخاص خدموا الولاياتالمتحدة للخطر، كما يعرض المسؤولين الأجانب إلى أخطار غير محسوبة، بالإضافة إلى منع الولاياتالمتحدة من أداء أعمال السلك الدبلوماسي بطريقة طبيعية في المستقبل. وكان المسؤولون الأميركيون قد قضوا ساعات طويلة الأيام القليلة الماضية وهم يعملون على اتصالات مكثفة مع مسؤولي الدول التي ذكرت بالوثائق الدبلوماسية المسربة، في محاولة لاحتواء الموقف المحرج الذي وضعت فيه الإدارة الأميركية. وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أجرت اتصالات بإحدى عشرة عاصمة دولية، في محاولة لتخفيف أثر الصدمة التي سببتها المعلومات الواردة في البرقيات الدبلوماسية المسربة. وفي الوقت الذي لم تأت الوثائق بجديد حول الموضوع الإيراني، فإنها بينت أن الملف الإيراني كان الشغل الشاغل لإدارة أوباما ومن قبله جورج بوش. وتبين الوثائق أن الإدارة الأميركية والدول العربية بمنطقة الخليج تتشاطر التخوف من إيران، ففي إحدى الوثائق يقول ملك البحرين للقائد العسكري الأميركي الجنرال ديفد بترايوس "هذا البرنامج يجب وقفه. إن خطر تركه يفوق خطر الإقدام على وقفه". وفي برقية يعود تاريخها إلى ماي 2005، الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الإمارات يحث أحد الجنرالات الأميركيين على استخدام القوات الأرضية في إزالة المنشآت النووية الإيرانية. وبرقية أخرى تستغرب أن الإمارات ورغم حثها على ضرب إيران، لم تصغ لطلب الولاياتالمتحدة بتفتيش السفن الإيرانية المثيرة للشكوك والتي تمخر عباب البحر جيئة وذهابا بالقرب من شواطئها. إلا أن البرقية تعود لتربط التوجه الإماراتي مؤخرا لزيادة تسليح جيشها بالتخوف من إيران. وتورد لوس أنجلوس اقتباسا للشيخ محمد من إحدى البرقيات التي يعود تاريخها إلى عام 2006 يقول فيه "أعتقد أن هذا الرجل سيأخذنا إلى الحرب. إنها مسألة وقت. شخصيا، لا أستطيع المجازفة مع شخص مثل أحمدي نجاد. إنه شاب وعدائي". وفي برقية عام 2009، قال زايد لوفد أميركي "نحن نعلم أن أولويتكم الأولى هي القاعدة، ولكن لا تنسوا إيران. القاعدة لن تحصل على قنبلة نووية".