تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من دولار بعد انكماش مفاجئ في الناتج المحلي الإجمالي البريطاني في الربع الأخير من العام الماضي، ما عزز المخاوف بشأن وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي. وانخفض الخام الأميركي الخفيف القياسي 1,11 دولار إلى 86,76 دولار للبرميل بينما فقدت العقود الآجلة لمزيج برنت 1,45 دولار لتصل إلى 95,16 دولار للبرميل. وارتفع سعر سلة خامات نفط "أوبك" إلى 93,20 دولار للبرميل في خضم الأسبوع الماضي. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي البريطاني 0,5% على نحو مفاجئ خلال الربع الأخير من 2010 ما دفع الأسهم الأوروبية للهبوط على نطاق واسع. الهام/س وأظهر استطلاع ل"رويترز" أن متوسط أسعار النفط سيتجاوز 90 دولاراً للبرميل بقليل هذا العام، إذ يعزز طلب تقوده الصين الأسعار وفي ظل ارتفاع المخزونات ما يعني أن صعود إلى مستوى 100 دولار للبرميل سيكون قصير الأمد. وهذه التوقعات أعلى منها في المسح الذي أجرته "رويترز" الشهر الماضي بأربعة دولارات. وهذه هي المرة الرابعة على التوالي ترتفع فيها التوقعات وتأتي عقب موجة صعود مستمرة للأسعار. وأوقد شرارة الصعود برنامج التيسير الكمي في الولاياتالمتحدة وتراجع الدولار إلى جانب توقعات بنمو قوي تقوده الصين وأسواق ناشئة أخرى. لكن المشهد مازال مختلفاً تماماً عما حدث في عام 2008 حينما واجهت الإمدادات صعوبة في مواكبة الطلب ما دفع أسعار النفط للصعود إلى مستوى قياسي بلغ 147,27 دولار للبرميل قبل أن تنهار. وقال فرانك شالنبرجر مدير بحوث السلع الأولية في "إل. بي. بي. دبليو" بألمانيا "أعتقد أن الأسعار لن تستمر فوق 100 دولار للبرميل، إذ مازالت المخزونات مرتفعة جداً"، ويرى شالنبرجر أن من المحتمل أن تهبط الأسعار نحو عشرة دولارات للبرميل في الأسابيع القليلة المقبلة، لكنه أشار أيضاً إلى توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 4,5% هذا العام وشهية الأسواق الناشئة المفتوحة" لمزيد ومزيد من الطاقة". وفي الكويت، أفادت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن مؤسسة البترول الكويتية قالت إنها ستستأنف استيراد الغاز الطبيعي المسال في مارس للوفاء بالطلب المتنامي في الصيف من محطات توليد الكهرباء. وقال عبد اللطيف الحوطي، المدير الإداري بإدارة التسويق الدولية للمؤسسة، إن وزارة الكهرباء والماء طلبت استيراد الغاز الطبيعي المسال في الفترة بين منتصف مارس ومنتصف نوفمبر، مضيفاً أن ذلك يتطلب استيراد بين عشر شحنات و14 شحنة إضافية. ولا تملك الكويت كميات كافية من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب على الكهرباء وتستهلك كميات كبيرة من المنتجات النفطية في محطات توليد الطاقة الكهربائية. وتباطأت الكويت مثل جيرانها من الدول المصدرة للنفط في تطوير احتياطياتها من الغاز لتلبية احتياجات الطلب المحلي. ووقعت الكويت العام الماضي اتفاقاً مع "رويال دتش شل" و"فيتول" لإمدادها بالغاز الطبيعي المسال في الفترة من 2010 إلى 2013. وبدأت الكويت التي يوجد بها واحد من أعلى المعدلات في العالم للاستهلاك الفردي للكهرباء تستورد الغاز المسال في أغسطس 2009 من خلال محطة تستطيع نقل نحو 500 مليون قدم مكعبة من الغاز. وتستخدم المحطة، وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالغاز في إمداد محطات توليد الكهرباء في الكويت لمواجهة ارتفاع الطلب على الكهرباء في الصيف بسبب تشغيل أجهزة التكييف، وذلك كحل مؤقت، بينما تطور الكويت احتياطياتها المحلية من الغاز. وفي الجزائر، قال رئيس شركة "سوناطراك" إن الجزائر تتوقع الإبقاء على إنتاجها من النفط دون تغيير هذا العام. وأوضح نور الدين شرواطي الرئيس التنفيذي ل"سوناطراك" أن الجزائر ستلتزم هذا العام بمستوى إنتاج النفط نفسه في 2009 و2010. وضخت الجزائر 1,27 مليون برميل يومياً في ديسمبر وفقاً لاستطلاع أجرته "رويترز" لآراء محللين ومشاركين بالسوق. وقال شرواطي أيضاً إنه يتوقع بدء تشغيل خط ميدجاز للأنابيب الذي يمتد إلى إسبانيا في منتصف فيفري المقبل.