يشهد السباق على جوائز الأوسكار هذا العام معركة بين نوعين مختلفين من الأفلام وهما الدراما الملكية ومغامرات الغرب الأميركي (الويسترين)، وذلك بعد أن أعلنت الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) في هوليوود ترشيحات أفضل فيلم سينمائي وأفضل ممثل، وباقي أفرع جوائز الأوسكار. " وصبت ترشيحات أفضل فيلم سينمائي لهذا العام لصالح فيلم "خطاب الملك"، ويدشن إعلان هذه الترشيحات موسم سباق الأوسكار الذي ينتهي بإعلان الفائزين في السابع والعشرين من الشهر المقبل. ويعد فيلم خطاب الملك "ذا كينغز سبيتش" نموذجا تقليديا للدراما البريطانية حيث توجد الشخصيات في إطار فخم وهم يحاولون الحفاظ على ضبط النفس في الشدائد، بينما تنهكهم التحديات الوجدانية. وتضمن هذا الفيلم بالتفصيل جهود الملك جورج السادس العاهل البريطاني في زمن الحرب العالمية الثانية للتغلب على التلعثم الشديد الذي يعاني منه. وحصل الفيلم على 12 ترشيحا من أكاديمية الأوسكار. وأخرج الفيلم توم هوبر الذي أخرج في السابق فيلم "إليزابيث الأولى" ويقوم ببطولته النجم كولين فيرث في دور الملك جورج السادس الذي اعتلى العرش عقب تنازل شقيقه الأكبر الملك إدوارد الثامن عن العرش بعد أن قرر الزواج من مطلقة أميركية. الأخوان جويل وإيثان كوين يعتبران الأكثر موهبة بين صناع الأفلام الأميركيين عزم حقيقي من جهة أخرى، جاء فيلم "عزم حقيقي" في المرتبة الثانية وحصل على عشرة ترشيحات. وحصل كل من فيلمي "البداية" العلمي و"الشبكة الاجتماعية" الفيسبوك على ثمانية ترشيحات. وتتنافس الأفلام الأربعة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم مع "البجعة السوداء" و"المقاتل" و"الأطفال على ما يرام" و"127 ساعة" و"قصة اللعبة 3" و"عظم الشتاء". وبالإضافة إلى ذلك ذهبت ترشيحات جائزة الإخراج إلى أفلام "البجعة السوداء" و"المقاتل" و"خطاب الملك" و"الشبكة الاجتماعية" و"موهبة حقيقية". مع حصول فيلم "ترو جريت" (عزم حقيقي) على عشرة ترشيحات، فإن الأوسكار قدمت احترامها لأشهر أنواع الدراما الأميركية التي نسيناها منذ فترة طويلة وهي أفلام مغامرات الغرب الأميركي. واعترفت الأكاديمية أيضا بالثنائي الذي يعتبر الأكثر موهبة بين صناع الأفلام الأميركيين، وهما الأخوان جويل وإيثان كوين، اللذان فازا بالأوسكار عن فيلم "نو كانتري فور أولد مين" أو (لا بلد للعجائز) عام 2008. وبينما كان الفيلم يعكس دراما عنيفة مخيفة وسوداء، فإن "عزم حقيقي" فيلم من مغامرات الغرب الأميركي مليء بالأبطال والأطفال الشجعان في ظل خط درامي يرفع المعنويات حيث ينتصر فيه الخير على الشر. النجم كولين فيرث قام بدور الملك والفيلم مأخوذ من رواية بالاسم نفسه صدرت عام 1968، قدمها في نسخة سابقة النجم جون واين ونال عليها جائزة الأوسكار الوحيدة عام 1969 لقيامه بأداء دور روستر جوجبرن حامل السلاح الفظ والمداوم على شرب الخمر. ورشحت الأكاديمية هذا العام جيف بريدجيز لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل لأدائه شخصية جوجبرن في النسخة الأخيرة، ولكن النجم الحقيقي للفيلم هو هايلي ستينفيلد (14 عاما) التي تلعب دور ماتي روس الشابة التي تستأجر جوجبرن لملاحقة قاتل والدها. ومن المثير للدهشة أنه جرى ترشيح ستينفيلد لجائزة أفضل ممثلة مساعدة على الرغم من ظهورها تقريبا في كافة المشاهد. وحقق "عزم حقيقي" أكثر من 138 مليون دولار في شباك التذاكر، وكلف إنتاجه 38 مليون دولار. أما "خطاب الملك" فقد كسب أكثر من 90 مليون دولار في مبيعات التذاكر وبلغت تكلفته 15 مليون دولار فقط.