استبعد رئيس حركة النهضة فاتح ربيعي أن تكون الضجة الإعلامية الأخيرة حول ظاهرة الاختطاف هي مؤامرة من أطراف خفية تريد أن تدخل الجزائر في مستنقع الربيع العربي، مشيرا في هذا السياق إلى غياب المسؤولية السياسية في البلاد وما انجرّ عنها من انتشار للفساد المالي والإداري وهدر للقيم من قتل واختطاف. وقال فاتح ربيعي على هامش الكلمة التي ألقاها أمس بمقر حزبه في لقاء تكويني أن غياب المسؤولية السياسية في البلاد هي التي جرت الجزائر إلى ما تشهده في الفترة الأخيرة من انتشار للفساد المالي والإداري وانتشار الاختطاف ، مشيرا إلى التسيير في السلطة السياسية ومطالبا بتحديد المسؤولية على أساس الكفاءة وتحديد المسؤوليات السياسية والتحقيق في أرقام الفساد والرشوة واختطافات الأطفال، وفي السياق ذاته قال أن البرلمان الذي صادق على الانتخابات غير مؤهل والقوانين طغت عليها الأنانيات حرم الجزائر من إصلاح حقيقي وكرست الرداءة و"زادت الأرقام وليس الأحزاب ". وبخصوص تعديل الدستور قال ربيعي أنه مع تحديد العهدة بمرة واحدة قابلة للتجديد، ، وذلك يجب أن يبدأ بدستور توافقي يحدد طبيعته النظام السياسي ويستجيب للمعايير العالمية، ثم إعادة النظر في قانوني الأحزاب والانتخابات بما يبعد الإدارة عن الهيمنة على الأحزاب ورسم الخارطة السياسية، وبعدها تتم انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة، ثم انتخابات رئاسية، مع ضرورة انتهاج سياسة اقتصادية واجتماعية وتعليمية، واقعية تعتمد على الخبرة الجزائرية، حيث قال بهذا الصدد أن "رأس البلاء سياسي ، ولا يمكن لقطاع أن ينهض أو يتطور دون أصلاح الخلل السياسي أولا. من جهة أخرى جدد رئيس الحركة تمسكه بتطبيق القصاص العادل في قاتلي الأطفال والمعتدين على البراءة، ونوقيف هدر القيم، وتويفر السكينة والطمأنينة داخل المجتمع، والقضاء على الاثراء غير المشروع حتى تصير المسؤولية على أساس الكفاءة وليس على أساس الولاء والمغشوش، وتنحدر فوق ذلك المسؤولية السياسية الغائب الأكبر في هذه الأيام. ودعا ربيعي إلى تعميق النظر في المنظومة التكوينية للحركة مشيرا إلى ونحن المؤتمر الخامس، داعيا لأن أن تكون اللوائح الخاصة بهذا الجانب تعكس تجرية الحركة وتطلعات شبابها خاصة في هذا المجال. كما اغتنم رئيس الحركة الفرصة ليعرب عن أدانته "للعمل الجبان" الاعتداء على الشيخ الدكتور سعيد رمضان البوطي الذي طالته يد الغدر وهو على كرسي التدريس ، قائلا أن النظام السوري فقد كل مبررات وجوده فارتكب أبشع الجرائم ويتحمل مسؤولية الدماء كل الدماء التي سالت في سوريا بما في ذلك قتل الدعاة والعلماء في ظل صمت عربي وتواطؤ دولي حماية للكيان الصهيوني.