ربيعي يدعو إلى تفعيل عقوبة الإعدام في جرائم القتل والاختطاف لا أرغب في الترشح لعهدة أخرى لقيادة الحركة وأدعو إلى دستور حقيقي توافقي وطويل الأمد دعا أمس الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي إلى تفعيل عقوبة الإعدام في جرائم القتل و الاختطاف، باعتبار أن القاتل لا يردعه كما قال سوى حكم الإعدام، فيما دعا من جهة أخرى إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لمطالب شباب الجنوب '' من خلال منظومة اقتصادية تنمي المنطقة وتمتص البطالة وتوفر فرص عمل دائمة، وعدم اللجوء إلى الحلول الآنية لامتصاص الغضب''. واعتبر السيد ربيعي خلال إشرافه على افتتاح أشغال الجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الخامس للحركة، أن أخطر ما يواجه الجزائر في الوقت الراهن هو تداعي منظومة القيم الوطنية، و ما نتج عنه من تفشي الجريمة بكل ألوانها، وقال أن أبشع صورة لذلك يتمثل في اختطاف الأطفال والتنكيل بهم، ملحا في هذا الصدد على ضرورة عدم توفير أية فرصة للإفلات من العقاب بل أكد على وجوب تشديده من خلال تسليط عقوبة الإعدام وتنفيذها لردع المجرمين '' إحقاقا للقصاص العدل خاصة في جرائم القتل و الاختطاف ووضع حد لمثل هذه الجرائم النكراء. وفي سياق ذي صلة دعا ربيعي إلى تشجيع ما عبر عنه ب '' فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر '' و تقنينها، بالتنسيق مع الجهات المختصة، في ظل ضمانات الحماية القانونية للجميع، معتبرا أن الممارسات والقوانين الحالية تحرم المجتمع من المساهمة في اجتثاث الجريمة، حيث يعد الإبلاغ عن الجريمة – حسبه – جريمة، ودافع عن فكرته قائلا '' لا أقصد من خلال طرح فكرة '' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدعوة إلى الفوضى أو إنشاء ميليشيات وإنما أقصد بذلك تكريس هذه القيم من خلال إصلاح المنظومة التربوية وبمشاركة مؤسسة المسجد والمؤسسات الإعلامية وفي أن يلعب القضاء دوره في تطبيق حكم الإعدام ''، وكشف بالمناسبة عن مشرع تعكف حركته على إعداده من أجل تقديمه للبرلمان للمصادقة عليه '' قصد سد الفراغ القائم بخصوص حماية المبلغين عن الجرائم''.وأثناء تطرقه للحديث عن الحراك الجاري في منطقة الجنوب قال الأمين العام لحركة النهضة '' إن مطالب شباب الجنوب '' مشروعة ''، وهي لا تختلف عن مطالب باقي شباب ولايات القطر الجزائري'' ودعا إلى إيجاد حلول جذرية '' من خلال منظومة اقتصادية تنمي الجنوب وتمتص البطالة، وتوفر فرص العمل الدائمة وعدم اللجوء إلى الحلول الآنية لامتصاص الغضب''، مسجلا بأن الإجراءات الأخيرة التي أعلنت عنها '' حلولا آنية ترقيعية، بهدف شراء السلم الاجتماعي من خلال ضخ الأموال في غير موضعها، والتصرف بردود الفعل بديلا عن الحلول العميقة''.كما ألح في ذات الوقت على ضرورة التعامل مع مشكلات الجنوب كما قال '' بعيدا عن افتعال المؤامرات الوهمية التي تتعمد كما بعض الجهات الرسمية إلصاقها بالحركات الاحتجاجية بدلا من الاستماع والتجاوب معها''، معتبرا أن الحقيقة التي لابد أن يدركها المسؤولون أن التغاضى عن المطالب المشروعة هو ما يجلب الأجنبي، ويهيئ له أجواء التدخل في شأننا الداخلي ، كما حدث في بعض البلدان العربية ''، وتساءل في هذا السياق عن صناديق تنمية الجنوب إن كان قد أصابها ما أصاب القطاعات الأخرى من نهب وإهدار للمال العام،والتي قال أن آخرها وآخرها ما لحق مؤسسة سوناطراك ''.وفي سياق ذي صلة طالب الأمين العام لحركة النهضة بإعادة النظر في الإصلاحات التي باشرتها الدولة في ميادين القضاء والتعليم والصحة، وبصفة خاصة في الميدان السياسي و بصورة جذرية، واستغلال فرصة تعديل الدستور لفتح حوار وطني عميق و موسع بمشاركة الطبقة السياسية وكل مكونات المجتمع للوصول إلى حلول حقيقية يتوافق عليها الجميع، حول هذه الملفات '' بعيدا عن أية هيمنة أو إقصاء أو تهميش أو فرض للأمر الواقع كما دأبت عليه السلطة في العقود الأخيرة''، وبرر دعوته بكون أن '' الفساد المالي المتفاقم، وضعف المؤسسات الرقابية في مواجهته، وزيادة التضخم، وارتفاع البطالة في ظل البحبوحة المالية، وفي ظل انهيار القيم يؤكد فشل الإصلاحات''.وبخصوص تعديل الدستور قال ربيعي أن حركته تتطلع إلى دستور '' حقيقي توافقي وطويل الأمد، يحضى بنقاش واسع وليس إلى دستور على مقاس شخص أو حزب '' مسجلا وجود وجود حالة من التردد حول هذا الأمر '' بسبب ما أسماه بالصراع على الرئاسيات، المقررة في 2014، ودعا بالمناسبة إلى إعادة إجراء الانتخابات المحلية والتشريعية لإعادة بناء مؤسسات الدولة قبل الانتخابات الرئاسية''.من جهة أخرى أفصح يزيد ربيعي عن عدم رغبته للترشح لعهدة أخرى على رأس الأمانة العامة لحركته وقال '' لقد شرفني إخواني بالمسؤولية أكثر من مرة ولا أرغب أن اضطلع مرة أخرى ذات المسؤولية على رأس الأمانة العامة لأن الحركة فيها من الإطارات والكوادر المؤهلة لقيادة الحركة في المستقبل ''، معلنا بصفة رسمية بأنه تم تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر الخامس للحركة في شهر سبتمبر المقبل، مسجلا بان ما يميز حركته في هذه المرحلة أنها تحضر لمؤتمرها الخامس بعيدا عن أي ضغط أو تجاذب داخلي من شأنه تحريف النقاش إلى قضايا هامشية لا تخدم مستقبل الحركة''.