لازالت وثائق ويكيليكس تبوح بالكثير من أسرار تعاطي قادة العالم مع العديد من الأزمات والقضايا، ومنها ملف الصحراء الغربية، فقد كشفت برقيات للسفارة الأميركية بالرباط، أن العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، وخلال لقاء رباعي عقد سنة 1973، سعى إلى فرض موقف بلاده القائم على أن الصحراء يجب أن تكون مغربية أو اسبانية، وأن لا تكون أبدا مستقلة. بينت مجموعة برقيات أمريكية تهم بالفترة الممتدة بين 1973 و1976، خفايا لقاء جمع بين الملك الراحل الحسن الثاني ورئيس الجزائري الراحل هواري بومدين والموريتاني المختار ولد دادا خلال قمة أغادير سنتين قبل إطلاق الحسن الثاني حملة لاحتلال الصحراء الغربية أطلق عليها المسيرة الخضراء. الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، كما تفيد برقيات الخارجية الأمريكية، اقترح أن تقوم الدول الثلاثة بدعم حركات التحرر لطرد الاحتلال الاسباني من الصحراء الغربية، إلا أن العاهل المغربي الراحل، كما تؤكد وثائق ويكيليكس، كان يتمسك ببقاء الاحتلال الاسباني في الصحراء، عوض قيام دولة مستقلة تحت مراقبة جزائرية يقول ستيوارت روكويل سفير واشنطنبالرباط آنذاك. الدبلوماسي الأمريكي وحسب ويكيليكس استمع في جويلية 1973 إلى تقرير مفصل من وزير الخارجية المغربي آنذاك أحمد الطيب بن هيمة عن لقاء أغادير، وكشفت نفس الوثائق أن الوزير الأول المغربي الأسبق أحمد عصمان طلب سنة 1974 من واشنطن الضغط على الجنرال فرانكو لدفع إسبانيا إلى مغادرة الصحراء بطريقة سلمية، مبديا استعداد الرباط لضمان المصالح الإسبانية في فوسفات الصحراء.. وتضمّنت آلاف الوثائق السرية من وثائق الدبلوماسية الأمريكية، عدداً من المعطيات التي تخصّ أطماع المغرب لاسيما في قضية الصحراء، مقابل رفض كامل لقيام دولة مستقلة، يعتبرها المخزن بدولة شبح، على حد تعبير الوزير الأول المغربي للسفير الأمريكي آنذاك.