أعتبر ايف سالفات صاحب المؤلف " كتاب العار "، الذي يروي من خلاله تفاصيل حرب التحرير بالجزائر و ممارسة التعذيب من طرف الجيش الفرنسي ضد الجزائريين، مؤكدا أن الثورة تثير "معاناة" الكثير من المجندين في الجيش الاستعماري، الذين "لا يزالون مصدومين" خمسين سنة بعد انتهاء الحرب. قضى هذا الجندي الفرنسي الذي التحق بالجيش الفرنسي و عمره 19 سنة سنتين في الجزائر "لتنظيم و تهدئة الوضع في الجزائر"، كما قيل له و هو ما ذكره في كتابه "حرب العار" الذي كان موضوع لقاء نظمه ديوان دار عبد اللطيف أول أمس في الجزائر العاصمة. و لدى تدخله قال الكاتب ان كلمة "حرب" لم تذكر ابدا و انه كان "ممنوع" في تلك الفترة الحديث عن هذا في الفيلق الذي كان ينتمي اليه. و اضاف ان الحاجة الى الادلاء بالشهادات ظهرت بعد استقلال الجزائر في 1962، و كان يجب التحلي ب "وعي" و هو ما اكتسبه كما قال بفضل نضاله في الحزب الشيوعي الفرنسي حيث "نتعلم التعبير عن افكارنا". و أوضح الكاتب أن الكثير منهم، لم تكن لكل رفقاء ايف سالفات الفرصة للتصريح بالظلم او انتهاك حقوق الانسان التي كانوا شاهدين عليها او قاموا بها. كما أنهم ما زالوا يشكون من صدمات ما بعد الحرب لانهم نتيجة كبت ألامهم مذكرا بانتحار جندي في 2011 كان في كتيبته. و قد رفض بعض الجنود التحدث عن تجربتهم في هذا الكتاب ربما لتفادي عيشها مرة اخرى حسبه. و اضاف ان "هناك من استحال عليه الادلاء بشهادته من باب الندم عن ممارسات اقحم فيها" موضحا ان هناك شكل اخر من الصمت يتمثل في رفض بعض وسائل الاعلام و ناشرين بث و نشر شهادات تتعلق بحرب التحرير. و ذكر في هذا الصدد عن أحد كتبه كان يود نشره في 1982، لكن دور النشر في فرنسا رفضت ذلك و ذهبت الى حد القول أن "حرب الجزائر حدث من الماضي" مثل دار النشر "لافون" كما ذكره الكاتب. و حسب الكاتب فان فرنسا ترفض الاعتراف بالحرب التي شنتها على الشعب الجزائري، بكل ما حملته من جرائم و اعمال عنف منها استعمال النابالم. و يقول المتدخل إن "الحديث يدور في فرنسا منذ عهدة ساركوزي، عن "حرب الذاكرات" لكن كما قال: "الأمر يتعلق بذاكرة خاطئة يحاولون اثباتها "، متأسفا للجو العنصري الذي يعيق البحث و الاعتراف بالحقيقة التاريخية. و من بين المعيقات التي ذكرها خلال اللقاء، موقف الامين العام للجمعية الجمهورية لقدماء المحاربين لفرنسا الذي رفض تقديم الكتاب. و جراء أعمال كهذه اضطر الكاتب الاستقالة من المنظمة. "حرب العار" كتاب صدر عن دار النشر الجزائرية "سيديا" التي اعادة اصداره في 2012 و تنوي اصدار في الاسابيع القادمة النسخة بالعربية. للتذكير، و قد صدر لنفس الكاتب ستة كتب اخرى منها، "ذكريات الحرب في الجزائر" و"اعمال التعذيب خلال حرب الجزائر" و "ذاكرة منسية".