لم تمنع الانتقادات التي طالت زعيم حزب الاستقلال، حميد شباط، في الآونة الأخيرة، من مواصلة تصعيد لهجته تجاه الجزائر ، حيث يواصل شباط صب الزيت على النار من خلال تصريحاته، التي تعمل على توتير العلاقات السياسية بين الجزائر والمغرب، خاصة لما بدر عنه من تصريحات في الآونة الأخيرة القاضية باحتلال بشار وتندوف، حيث انتقد أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب هذه المرة "صمت وزير الخارجية المغربي وامتناعه عن تقديم الموقف المغربي من قضية الوحدة الترابية"، في الندوة الصحفية التي ضمت وزير الخارجية مراد مدلسي الذي شارك في أشغال الدورة 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي الاحد الماضي، أين سجلوا هذا الموقف على ما وصفوه ب"صمت رئيس الحكومة طيلة الأزمة التي عرفتها قضية الوحدة الترابية في الأممالمتحدة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، وهو وضع شاذ يحتاج الى توضيحات من المعنيين بالأم". وقال البيان الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية، تعليقا على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية، إثر التصريحات التي طالب فيها شباط "باحتلال بشار وتندوف"، "إن الجزائريين هم آخر من يمكنهم الحديث عن الأخوة وحسن الجوار، مادامت الجزائر الرسمية تحتضن كل مشاريع الانفصال التي تستهدف المغرب". وفيما يشبه "تقطيرا للشمع" للسلطة الجزائرية، أبدى أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال "تضامنهم مع الشعب الجزائري الشقيق الذي يتم تفقيره وارهابه يوميا، في الوقت الذي توجَّه فيه موارده وثرواته لهز الاستقرار في بلدان المنطقة، حيث يتحمل حكام الجزائر كامل المسؤولية عن تعطيل الاتحاد المغاربي، وقطع صلة الرحم بين شعوب المنطقة". وكان وزير الخارجية، مراد مدلسي، قد أكد في رده على سؤال حول رد فعل الجزائر فيما يخص تصريحات أدلى بها مسؤول سياسي مغربي أنه "لا يمكن قبول تصريحات يقوم بها بعض الإخوة من المغرب حول أشياء تجاوزها الزمن وتمت تسويتها منذ مدة دون التحرك". كما سجلت تصريحات أمين عام حزب الاستقلال المغربي، حميد شباط، القاضية باحتلال مدينتي بشار وتندوف، استنكارا واسعا لدى الطبقة السياسية والعامة في الجزائر، أين قالوا إن ''سيادة الجزائر ووحدتها الترابية وسلامة حدودها لا تقبل أبدا تحت أي مبرر، أن تكون موضع مناورات حزبية أو سياسية من قبيل تلك التي تلغّم المنطقة''.