رد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي من الرباط على الهجمة التي تقودها عدة أوساط مغربية على الجزائر، مؤكدا بأن النزاع في الصحراء الغربية هو قضية أممية بحتة وليست محل نزاع بين الجزائر والمملكة، وبخصوص إعادة فتح الحدود البرية المغلقة أوضح مدلسي بأنها محل دراسة منذ زمن، ولن يخرج القرار بهذا الشأن عن إطار إرادة الشعبين الجزائري والمغربي. ألقت التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها مؤخرا أمين عام حزب الاستقلال المغربي، وهو عضو أيضا في حكومة عبد الإله بن كيران، حميد شباط ودعا فيها إلى ما أسماه ب »استرجاع« تندوف وبشار، بظلالها على الندوة الصحفية التي نشطها رئيس الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي أول أمس الأحد، رفقة وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي، وهذا عقب أشغال الدورة 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي التي احتضنتها العاصمة المغربية الرباط، وقال مراد مدلسي: »هل يمكننا قبول تصريحات يقوم بها البعض من إخوتنا بالمغرب عافهم الله حول أشياء تجاوزها الزمن وتمت تسويتها منذ مدة ..«. وتعتبر تصريحات وزير الخارجية ثاني رد رسمي من الحكومة الجزائرية على استفزازات حميد شباط، وقبل تصريحات مراد مدلسي من الرباط، وصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عمار بلاني دعوة أمين عام حزب الاستقلال في المغرب ب »غير مسؤولة، وتشكل انحرافا خطيرا ندينه بكل قوة«، وأوضح أيضا أن » سيادة وسلامة الأراضي الجزائرية، وحرمة الحدود الجزائرية لا يمكنها بأية طريقة كانت وتحت أي ظرف كان أن تخضع لمناورات سياسية حزبية غير مفكر فيها قد تلغم حسن الجوار بين البلدين«، وذكر بلاني المسؤولين المغاربة باتفاقية ترسيم الحدود التي تعود إلى سنة 72 من القرن الماضي. مدلسي صرح أيضا من الرباط قائلا أنه لا ينبغي طرح مسألة الصحراء الغربية على الصعيد الثنائي وإنما على مستوى منظمة الأممالمتحدة، وأوضح وزير الخارجية أنه »لا ينبغي طرح مسألة الصحراء الغربية على الصعيد الثنائي (الجزائر-المغرب) لأنها تتواجد على مستوى الأممالمتحدة كما أن الزيارة الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية المغربي إلى الجزائر منذ سنة ونصف كانت قائمة على هذا الاتفاق«، وهي إشارة ضمنية إلى عدم التزام المغرب في كل مرة بتعهداته، فالرباط تناور من خلال تكرار نفس الأكذوبة بان النزاع في الصحراء الغربية هو نزاع مفتعل وأن المشكل يكمن في الجزائر، مع أن الرباط تشارك في جولات حوار مع جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وهذا برعاية الأممالمتحدة. وأكد مراد مدلسي أن الجزائر والمغرب تربطهما »نفس الطموحات« ضمن علاقاتهما الثنائية معربا عن أمله في أن تتطور هذه العلاقات بشكل »ايجابي وسريع حتى تصبح طبيعية« في كل المجالات مهما كانت المشاكل التي يواجهها البلدان، معتبرا أنه من الضروري إرساء مناخ ملائم لا سيما من خلال الصحافة للتقدم في الاتجاه الصائب، وقال مدلسي للصحافة المغربية »هذا ما ننتظره منكم«، علما أن الصحافة المغربية تلعب منذ فترة طويلة دور زارع الفتن وتسميم العلاقات بين البلدين أكد مراد مدلسي ردا على سؤال للصحافة المغربية حول إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين أن هذه المسألة تعد منذ زمن طويل محل دراسة ولكن »ليست مدرجة في جدول أعمال« أشغال اتحاد المغرب العربي، غير أنه جدد أن إعادة فتح الحدود لن تخرج عن إطار يتجاوز إرادة الشعبين والدولتين الجزائر والمغرب، بمعنى أن الأولوية سوف تعطى لما هو أهم من السياسة التي تنتهجها الحكومات المغربية، ففتح الحدود يجب أن تسبقها تسوية حقيقية لكل الملفات العالقة بين البلدين، وتصريحات شباط التي تضاف إلى الحمالات المغربية المسعورة على الجزائر كلها دلائل على أن الوقت لم يحن بعد لإعادة فتح الحدود.