· المشروع قد يوفر 200 ألف منصب شغل ولا يمكن إجبار التاجر على فتح محله ليلا شكك الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار و الحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار في نجاح مشروع "ايقاظ العاصمة ليلا" بداية من ليلة اليوم 20 ماي، واعتبره قرارا متسرعا غير مدروس يحتاج إلى التقنين حتى يمكن تطبيقه في "مدينة ظلت نائمة طيلة عشرات السنين"، مؤكدا أن العاصمة ليست مستعدة للنهوض من سباتها لا من حيث الشكل و من حيث المضمون وأكد بولنوار في تصريح خاص لل" المستقبل العربي" أن قرار مثل تغيير المسار التجاري للمدن الكبرى يجب ان يشرك فيه جميع الأطراف المعنية بالأمر وفي مقدمتها اتحاد التجار الذي يمثل التاجر بصفة مباشر ، نافيا في نفس الوقت أن يكون للاتحاد قد تلقى أي تعليمة أو إخبارية في هذا الشأن سواء من طرف وزارة التجارة أو من طرف الولاية أو البلدية ، وهذا أمر -يضيف بولنوار- غير منطقي و "أنا شخصيا سمعت بالموضوع من الصحف و الإذاعة" ، وقال الناطق الرسمي للاتحاد أن احياء العاصمة و المدن الكبرى ليلا مطلب الاتحاد منذ فترة طويلة و أصبح ضرورة حتمية ، و لكن لإنجاحه يجب أن تتوفر شروط لا يمكن الاستغناء عنها وفي مقدمتها الأمن و النقل و الإضاءة و بغير هذا "الثلاثي المتلازم " لا يمكن الحديث على عاصمة مستيقظة. نجاح المشروع سيوفر 200 ألف منصب شغل جديد توقع الحاج الطاهر بولنوار أن نجاح هذا المشروع سيوفر 200 ألف منصب شغل و أشار إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع مع مرور الوقت خاصة مع فصل الصيف ، وطالب بتشريع قوانين جديدة لحماية هذه الفئة الجديدة، تضمن لهم الحماية و حقوق العمل ليلا و حذر التجار من استغلال العمال و استغلال ظروفهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، ودعا الشباب الجزائري إلى معرفة حقوقه في العمل، و أكد أن شبابنا يفتقر لثقافة العمل التي تمكنه من حماية حقوقه في الشغل لذلك نجدهم يعملون لساعات إضافية و أحيانا يوم الجمعة بأجر عادي ، بسبب جهلهم بأن العمل الإضافي أو ايام العطل له أجر خاص ، ونفس الشيء يطبق على الساعات الليلية فتح مراكز البريد و البنوك سيحفز الأفراد على الخروج ليلا وأكد الناطق الرسمي لاتحاد التجار أن مسألة نشر ثقافة الخروج ليلا ليست سهلة بالنسبة للفرد الجزائري الذي اعتاد على الدخول لبيته على الساعة السابعة مساء، و قال" على المصالح الولائية والبلديات أن تأخذ الخطوة الأولى وتبادر وتبقى مصالحها مفتوحة ليلا ، و أيضا مراكز البريد و البنوك" ، و هذا الشيء فقط –يضيف بولنوار- ما سيحفز الجزائريين للخروج ليلا لقضاء حاجياتهم في البداية ، و منه تنقلهم سينشط حركة المرور و قضاء حاجياتهم سواء من المقاهي أو المحلات سيخلق حركة ليلية في المدن الكبرى ، وأضاف المتحدث أنه يجب أن يكون نشاطات ثقافية وفتح مرافق عائلية تحفز الأسر الجزائرية على الخروج ليلا ، و في هذا الشأن قال بولنوار أنه يجب أولا تغيير واجهة الجزائر و تحسينها ، هذا الشيء الذي لم يكتمل لحد الساعة كما هو ملاحظ على مستوى الشوارع الكبرى في الجزائر كما أن الارصفة مازالت في حالة يرثى لها واختيار يوم 20 ماي 2013 ليكون موعد لبدء المشروع ليس له أي علاقة بالواقع. تطبيق المشروع دون دراسة معمقة يمكن أن يقود إلى كارثة... علق بولنوار على ما جاء في تعليمة والي الجزائر بأن التجار الذين يمتنعون على فتح محلاتهم معرضون للغلق، بأنه لا يمكن اجبار التاجر على شيء دون توفر الشروط التي تمكنه من تطبيقه، وهذا راجع إلى أن التعليمة صدرت دون الرجوع للأطراف اليي تمكن من صياغتها بشكل يجنب صدور مشاكل فيما بعد، وقال المتحدث أن تعليمة مثل هذه من شأنها أن تخلق مشاكل نحن في غنى عنها ، فالتاجر سيجد نفسه مجبرا على حماية مصالحه ، ولن يبقي محله مفتوحا ليلا إلا إذا تحقق له الربح الذي يبحث عنه ، و إذا لم تتوفر الشروط السابقة كالأمن و النقل فلن يكون هناك زبائن وبالتالي هذا يؤدي لخسارة التاجر الذي سيجد نفسه مجبرا على نفقات إضافية دون تحقيق الربح، و لا ألومه إذا لجأ إلى الاضراب لحماية مصالحه ، ومن أجل تجنب مثل هذه المشاكل ، قال بولنوار أن الموضوع يجب أن يدرس من جل الجوانب باشراك جميع الأطراف من وزارة التجارة إلى اتحاد التجار وصولا إلى الولايات و البلديات ، وأيضا تشكيل جمعيات وورشات تحضر للفكرة من أجل انجاحها الأكيد، خاصة فيما يتعلق بالأمن الذي يعد ضرورة حتمية قبل الحديث عن الشروط الأخرى .