ترأس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اجتماعا للهيئة التنفيذية لحزبه العدالة والتنمية في مدينة إسطنبول أمس للمرة الأولى منذ تسلمه مقاليد السلطة بالبلاد في عام 2002. وذكرت عدة فضائيات تركية أن جدول أعمال الاجتماع تركز حول أزمة ميدان تقسيم والبحث عن سبل التوصل لحلها في وقت وجهت فيه الأحزاب السياسية المعارضة انتقادات حادة لرئيس الوزراء جراء تركه العاصمة أنقرة وقضاء أغلبية وقته بإسطنبول مؤكدين أنها عملية تحريض متواصلة لأزمة ميدان تقسيم، وتواصلت الاحتجاجات أمس في عدد من المدن التركية مطالبة بإسقاط حكومة أردوغان في تحد واضح لدعوته بوقف التظاهرات، ورفع المتظاهرون أصوات الموسيقى ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ورئيسها أردوغان في عدد من الميادين التركية في مقدمتها تقسيم وسط إسطنبول وحديقة كوغولو وسط أنقرة مطالبين أردوغان بالتنحي فورا عن منصبه، واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع في حي غازي بالشطر الآسيوي من إسطنبول ليلة أمس الأول، وأدت الاشتباكات لإصابة متظاهر بجروح في رأسه تم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، في الشأن ذاته أعرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان أمس الأول عن تأييده التظاهرات المناهضة للحكومة التي تشهدها تركيا منذ تسعة أيام رغم مفاوضات السلام التي يجريها مع السلطات التركية، وقال أوجلان في رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية "مقرب من الاكراد" بعد عودته من سجن ايمرالي حيث يقضي الزعيم الكردي عقوبة بالسجن مدى الحياة "أجد حركة المقاومة ذات معنى وأحييها"، ودعا بالمقابل في هذه الرسالة المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى التنبه لأي استغلال من قبل الحركات القومية التركية بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية تركية ، وأوضح أوجلان "لا يجوز لأي شخص أن يكون موضع استغلال من قبل الأوساط القومية والانقلابية" مشجعا المتظاهرين على الانفتاح على القوى "الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية في تركيا"، وبالنسبة لعملية السلام الجارية منذ أشهر في تركيا بين حزب العمال الكردستاني وانقرة اعتبر أوجلان أنه "وفى بالتزاماته في هذه المرحلة وأكثر من ذلك"، وأضاف "آمل أن تقوم الحكومة بما يتوجب عليها بالجدية نفسها من يعتقدون في هذه المرحلة أن بإمكانهم استعمالي وخداعي هم واهمون"، من جهة أخرى فقد اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول المعارضة في البلاد بترويج "أكاذيب" بشأن الخطة الحكومية لتطوير ميدان "تقسيم" التي شكل تفريق مظاهرة رافضة لها شرارة موجة الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، وقال أردوغان: "إننا ضد العنف والتخريب والأعمال التي تهدد الآخرين تحت شعار الحرية لكننا نرحب بالذين يأتون بمطالب ديمقراطية"، واعتبر رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحفي بإسطنبول أنه ليست هناك فئة معينة في صفوف المحتجين يمكن أن تجري الحكومة حوارا معها، وأعرب عن رأيه بأن بعض المشاركين في الاحتجاجات لا يريدون تسوية الوضع.