أبلغ زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان نوابا أكرادا زاروه في سجنه أنه سيدعو الخميس المقبل إلى وقف لإطلاق النار تمهيدا لاتفاق سلام ينهي التمرد الكردي الذي بدأ قبل ثلاثة عقود تقريبا. وتلا النائب صلاح الدين ديمرتاس الذي كان ضمن وفد من حزب السلام والديمقراطية الكردي الذي زار أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي ببحر مرمرة رسالة من زعيم حزب العمال قال فيها "أواصل تحضيراتي لتوجيه نداء في 21 مارس الذي يوافق الاحتفالات برأس السنة الكردية الجديدة، هذا الإعلان سيكون تاريخيا"، وأضاف أوجلان في الرسالة ذاتها أن النداء الذي أشار إليه سيتضمن شقا يتعلق بالجانب العسكري, وآخر يخص الجانب السياسي وأضاف أنه في ما يتعلق بالجانب العسكري فإنه يريد حل قضية الأسلحة بسرعة كي لا تُزهق أرواح أخرى في إشارة إلى أنه سيدعو حزب العمال إلى وقف العمل المسلح، كما قال في رسالته إن مسار التسوية الذي بدأ نهاية العام الماضي في الطريق الصحيح,مضيفا أن الهدف من هذا المسار يكمن في إرساء الديمقراطية في كل تركيا وكان الوفد الذي ضم ثلاثة نواب أكراد وأفرادا آخرين توجه في قارب من إسطنبول إلى سجن أوجلان المحكوم عليه بالسجن المؤبد منذ عام 1999، وهذه الزيارة هي الثانية خلال أقل من شهر لنواب أكراد لسجن أوجلان وتمت الزيارة السابقة نهاية الشهر الماضي، وسبق هذه الزيارة لقاءات بين أوجلان والمخابرات التركية منذ أكتوبر الماضي في سياق مساع تبذلها حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي بمقتضاه حزب العمال الكردستاني التمرد الذي بدأه عام 1984 وأوقع نحو 45 ألف قتيل، وأعلن أردوغان مؤخرا دعمه للمحادثات الجارية مع أوجلان والتي قال إن الهدف منها إقناع قيادات حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح بما يفضي إلى إنهاء التمرد تماما، وذكرت مصادر حكومية تركية وأخرى كردية في وقت سابق أن من المتوقع أن يدعو زعيم حزب العمال الكردستاني الخميس المقبل إلى هدنة من جانب واحد ثم إلى وقف تام للعمل المسلح بحلول أوت وقالت تقارير تركية إن أوجلان وجّه في اللقاءات السابقة مع المحامين والنواب الأكراد رسائل تتضمن خريطة طريق للسلام إلى قيادة حزب السلام والديمقراطية والقيادة العسكرية لحزب العمال في شمالي العراق والمنظمات الكردية في أوروبا، ووفقا للتقارير ذاتها فإن ردود تلك الأطراف نُقلت إلى السلطات التركية وفي ما وصف بأنه بادرة حسن نية أفرج حزب العمال الأربعاء الماضي في شمالي العراق عن ثمانية أتراك كان يعتقلهم منذ عامين كما أفرجت أنقرة عن معتقلين أكراد.