كشف الشيخ يوسف أحد أعضاء رابطة دعاة وائمه الساحل على هامش الندوة الصحفية بمنتدى جريدة الشعب أن الرابطة قادت سلسلة مفاوضات مع كتائب وسرايا التنظيمات الإرهابية و الجماعات المسلحة النشطة بالساحل ، موضحا أن هذه المفاوضات لا تزال جارية حيث يرتقب منها الكثير في ظل المستجدات التي ضيقت أكثر على تحركاتهم ، ولم تقتصر على جماعة أنصار الدين التي تتمتع بانتماء للمنطقة وإنما شملت حتى حركة الجهاد و التوحيد ، القاعدة و مختلف كتائبها وفروعها ، وأضاف أن ممثلين عن الرابطة تنقلوا إلى منطقة شمال مالي لمحاورة هذه الجماعات بشكل مباشر، يأتي هذا بعد أن فتحت رابطة دعاة وأئمة الساحل مؤخرا قنوات حوار مع أتباع بلعور ، و باشرت مفاوضات مع كل من أنصار الدين ، حركة الجهاد و التوحيد وكذا القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مسعى جاد للتوصل لحلول مجدية للوضع الكارثي الذي آلت إليه الأوضاع في منطقة الساحل ، خاصة منها مالي التي أضحت خلال السنوات الثلاث الأخيرة معقلا للإرهابيين . و حذر رئيس البرلمان المالي السابق و المستشار السياسي لحزب التجمع من اجل مالي الشيخ عمر ديارا من جهته ، من المجازفة بإجراء انتخابات رئاسية في مالي قبل تسوية أزمة كيدال التي تهدد بنسف مساعي المفاوضات التي جمعت الأطراف المتنازعة في المنطقة ، وقال أن الترشح لهذا الاستحقاق الملغم بالصراعات هو انتحار سياسي ، في وقت اقترح فيه إجراء استفتاء في إقليم الازواد للفصل في حقيقة مسعى السكان للاستقلال من مالي و هدفهم في الحكم الذاتي كما تنادي به حركة تحرير الازواد ، حيث أوضح أن الانتخابات المزمع إجراؤها في 28 جويلية المقبل ستكون فاقدة لمصداقيتها في ظل تواصل الأزمة في كيدال، ولهذا فمشاركة سكانها في الانتخابات أمر ضروري، كما اقترح أن تدرس الحكومة المالية مسالة استقلالا إقليم الازواد بجدية، وأوضح أن الحصول على الاستقلال بشكل ديمقراطي أي عن طريق الاستفتاء آمر شرعي ولا غبار عليه في حال تمت تسوية الأوضاع بين الطرفين بشكل حضاري عن طريق الحوار. و أشار ديارا إلى أن الأزمة التي تشهدها مالي والتي لا تزال متواصلة إلى غاية الآن، تستدعي حلولا عاجلة من اجل إعادة الاستقرار للبلاد، معتبرا بان الانتخابات القادمة مصيرية وتشكل نقطة تحول هامة لهذا يجب على جميع الأطراف في مالي العمل على إنجاحها على جميع المستويات. وقال ديارا إن الندوة الدولية التي ستحتضنها الجزائر يومي 16 و17 جوان الجاري بالعاصمة، والتي تأتي في إطار التضامن مع الشعب المالي فرصة لبحث سبل الخروج من الأزمة وتوحيد الأعراق من اجل تقوية وحدة الشعب المالي، خصوصا وأنها ستعرف مشاركة واسعة لعديد الأطراف والدول المهتمة بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، على رأسهم الجزائر التي تملك تجربة رائدة في هذا المجال، إضافة إلى مناقشة دور المرأة في الخروج من الأزمات ودراسة الأوضاع في دول الساحل بشكل معمق. كما اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن التطور الكارثي للوضع في مالي سببه سوء تسيير أنظمة الساحل لشؤون البلاد ، وان غياب العدالة الاجتماعية شجعت سكان المنطقة للتهيكل ضمن جماعات متمردة و حتى ارهابية ، حيث يبقى مشكل الأوضاع المعيشية السيئة سببا رئيسيا للازمة ، وان كان غياب العلماء و حلول محله الفهم الخاطئ للدين واكثر من ذلك غزو لتيارات اجنبية للفكر الديني بالمنطقة آسهم بشكل كبير في تردي الوضع .