أجمعت أمس العديد من الشخصيات الإفريقية بقيادة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي الشيخ محمد ديكو ، المشاركة في فعاليات الندوة الدولية للمجتمع المدني لدول الساحل المتضامنة مع الشعب المالي، أن الجزائر جسدت فكرة بعث الحوار مع مالي من خلال هذا الملتقى ، مشيرين إلى الدور الفعال الذي تلعبه الجزائر في صمود الشعب المالي من خلال خبرتها في التعامل مع مثل هذه القضايا وهي التي عانت ويلات الرهاب خلال العشرية السوداء وخرجت منها بكل احترافية وحكمة. وقال محرز العماري رئيس الشبكة الجزائرية للتضامن مع الشعب المالي، خلال استضافته للوفد الافريقي بفندق الأوراسي خلال مناقشة ملتقى المجتمع المدني لدول الساحل المتضامنة مع الشعب المالي أن الموقف الجزائري ثابت إزاء القضية المالية وهو دعوة جميع الأطراف إلى حوار وطني كفيل بالخروج من الأزمة بحلول سلمية من اجل إعادة المصير إلى الشعب المالي، وتعزيز روح الوطنية، داعيا جميع الأطراف في ذات البلد بالتوحد ولم الشمل من أجل بناء دولة قانون ومؤسسات تحمل هموم الشعب المالي وتبعده عن الانشقاق. واعتبر العماري أن هذه المناسبة جاءت لترسيخ ثقافة الحوار لتعزيز مبدأ الجوار بين دول المنطقة، من اجل التصدي للظاهرة الإرهاب العابر للحدود، حيث تطرق إلى الثورة الجزائرية التي رسخت العديد من المفاهيم التي تحمل قيم الحرية والديمقراطية، والتي تدعوا إليها في كل مناسبة. من جهته أكد محمود ديكو رئيس المجلس الاسلامي الأعلى في مالي، أن دولة مالي تمر بأصعب مرحلة في الوقت الراهن وهذا منذ انقلاب 28مارس من السنة الفارطة، موضحا أن سبب الأزمة المالية هي نتائج نظام القذافي السابق، بسبب انتشار الأسلحة في جميع الدول الافريقية وخاصة دول الساحل الافريقي الشيء الذي جعل هذه التنظيمات الإرهابية تزداد قوة بفضل استحواذها على أسلحة القذافي، كما اعتبر محمود ديكو المجموعات الإرهابية الناشطة داخل التراب الليبي تشكل خطرا ليس على دولة مالي فقط بل على كامل الدول الأفريقية الشيء الذي دفع بالسلطات المالية التعجيل بتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في28 جوان الجاري من اجل تنظيم المجتمع المدني المالي والحد من المحن الصعبة التي يمر بها الشعب المالي إضافة الى تأسيس العدالة، كما تقدم رئيس المجلس الإسلامي الاعلى لدولة مالي، بنداء رسمي الى كل من منظمة المؤتمر الاسلامي والى كافة البلدان الإسلامية والعربية، للتكاثف والتعاون من اجل اظهار الوجه الحقيقي للإسلام الذي يترتب عنه الحب التسامح، وأكد من جهته ممثل النيجر محمد ديارا، رئيس الصليب الأحمر النيجيري، على تضامن بلاده مع الشعب المالي منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أن النيجر يقوم بالدعم والمساعدة الكبيرة حيال اللاجئين الماليين داخل الأراضي النيجرية، حيث كشف على تنصيب 5000 ملجأ في ظل اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة هؤلاء .وهذا البرنامج تقيدمه للماليين خلال اجتماع الأخير في نواقشط، وطلب المجتمع الدولي للتدخل العجل لإنقاذ الوضع من خلال تعاضد الجهود للتفكير البعيد حول الوضع في دول الساحل والأزمة المالية بوجه التحديد، داعيا المنظمات الإنسانية الإقليمية والأمم المتحدة من اجل التدخل العاجل للتكفل الإنساني لهؤلاء اللاجئين. واعتبر ماروف ديابيرا، المحامي الموريتاني خلال تدخله، ضرورة تقديم كل التضامن مع الإخوة الماليين، الذين يعيشون أزمة ووضعية أمنية جد صعبة، مؤكدا ن دولة مالي وشعبها بحاجة إلى دعم وتأييد كافة الدول منطقة الساحل، خاصة الجزائر، باعتبار ان مأساة مالي هي مأساة لمجموع دول المنطقة ودول افريقيا وكل العالم، وفي نفس السياق اشار ديابيرا أن العمل الذي تقوم به المجموعان الارهابية في مالي " هذا البلد الذي رأى بروز امبراطوريات في المنطقة عرف وضعا لا يعكس تاريخه، بانزلاقه نحو العنف ولا استقرار الذي أثر سالبا على كافة شرائح المجتمع خاصة الاطفال منهم والنساء، وأضاف المحامي أن دولته تقدم كافة التأييد والدعم للشعب المالي، وهذا الوضع يفرض علينا إخراج النيات الحسنة والتوافق بين كافة الأطراف والتوجه نحو الحوار السلمي والبناء الخادم لمستقبل الماليين والمنطقة، الذي سيجسد الثقافة الجماعية والفردية لمختلف الأطياف ويفرض الأمن الأخوي بعيدا عن العنف ولغة الرصاص.