دعا محرز العماري رئيس الشبكة الجزائرية للتضامن مع الشعب المالي، جميع الأطراف في ذات البلد بالتوحد ولم الشمل من أجل بناء دولة قانون ومؤسسات تحمل هموم الشعب المالي وتبعده عن الانشقاق الذي وضعته فيها هذه الأزمة والوضعية السياسية المعقدة. وقال العماري خلال كلمة ألقاها في انطلاق الندوة الدولية لتضامن المجتمع المدني لبلدان الساحل مع الشعب المالي، أمس، في فندق الأوراسي بالعاصمة، أن الموقف الجزائري ثابت إزاء القضية المالية وهو دعوة جميع الأطراف إلى حوار وطني كفيل بالخروج من الأزمة بحلول سلمية من اجل إعادة فكرة تقرير المصير إلى الشعب المالي، وتعزيز روح الوطنية فيما بينهم. واعتبر العماري، أن هذه المناسبة جاءت لترسيخ ثقافة الحوار وتعزيز مبدأ الجوار بين دول المنطقة، لأجل التصدي للظاهرة الإرهاب العابر للحدود. وتطرق العماري في سياق أخر خلال تدخله، إلى الثورة الجزائرية التي رسخت العديد من المفاهيم التي تحمل قيم الحرية والديمقراطية وحق تقرير مصير شعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. من جهته أكد محمود ديكو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي، أن بلاده تمر بأصعب مرحلة في الوقت الراهن وهذا منذ انقلاب 28 مارس من السنة الفارطة، كما أن سبب تفاقم الأزمة المالية هي نتائج نظام ألقذافي السابق، بسبب انتشار الأسلحة في جميع الدول الإفريقية وخاصة دول الساحل الإفريقي الشيء الذي جعل هذه التنظيمات الإرهابية تزداد قوة بفضل استحواذها على أسلحة ألقذافي، كما اعتبر محمود ديكو المجموعات الإرهابية الناشطة داخل التراب الليبي تشكل خطرا ليس على دولة مالي فقط بل على كامل الدول الإفريقية الشيء الذي عجل بالسلطات المالية التعجيل بتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 جوان الجاري من أجل تنظيم المجتمع المدني المالي والحد من المحن الصعبة التي يمر بها الشعب المالي. كما تقدم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لدولة مالي، بنداء رسمي إلى كل من منظمة المؤتمر الإسلامي والى كافة البلدان الإسلامية والعربية، للتكاثف والتعاون من اجل إظهار الوجه الحقيقي للإسلام الذي يترتب عنه الحب التسامح. وأكد من جهته ممثل النيجر محمد ديارا، رئيس الصليب الأحمر النيجيري، على تضامن بلاده مع الشعب المالي منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أن دولة النيجر يقوم بالدعم والمساعدة الكبيرة حيال اللاجئين الماليين داخل الأراضي النيجرية، حيث كشف على تنصيب 5000 ملجأ في ظل اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة هؤلاء. وهذا البرنامج تقديمه للماليين خلال اجتماع الأخير في نواقشوط، وطلب المجتمع الدولي للتدخل العجل لإنقاذ الوضع من خلال تعاضد الجهود للتفكير البعيد حول الوضع في دول الساحل والأزمة المالية بوجه التحديد. ودعا في الأخير المنظمات الإنسانية الإقليمية والأمم المتحدة من اجل التدخل العاجل للتكفل الإنساني لهؤلاء اللاجئين. من جهته اعتبر ماروف ديابيرا، المحامي الموريتاني أنه يجب تقديم كل التضامن مع الإخوة الماليين، الذين يعيشون أزمة ووضعية أمنية جد صعبة، مؤكدا أن دولة مالي وشعبها بحاجة إلى دعم وتأييد كافة دول منطقة الساحل، خاصة الجزائر، باعتبار أن مأساة مالي هي مأساة لمجموع دول المنطقة ودول إفريقيا وكل العالم.