يقتصر تنظيم الحملات التحسيسية في كثير من الأحيان على الجمعيات وكذا المؤسسات التربوية الخاصة، التي تعكف في كل مرة عند تسطيرها للبرنامج الوقائي الموجه للشباب حول مخاطر المخدرات على الخطب والشعارات الرنانة وكذا المناظرات الطويلة، علاوة على الشخصيات التي يتم اختيارها بعناية. وعلى غير العادة هذه المرة وفي بادرة هي الأولى من نوعها تم تنظيم حملة تحسيسية تحت إشراف رئيس بلدية الكاليتوس الذي نزل شخصيا إلى حي 1600 بالبلدية . وقام رئيس المجلس الشعبي البلدي للكاليتوس، السيد عبد الغني ببشر بتوزيع مجموعة من القصاصات والملصقات التحسيسية رفقة الشرطة وبعض الشباب، انطلاقا من المقاهي وكافة التجمعات الشبانية لحي 1600 مسكن الذي يعتبر نقطة حساسة جدا، وذلك نظرا لانتشار الفوضى التي خلفتها سوق الخضار والفواكه، وكذا السوق الأسبوعية في البلدية. وقد لقيت المبادرة التي قادها رئيس البلدية بزيه المدني، استحسانا واسعا من قبل سكان البلدية خاصة الشباب الذين تفاعلوا كثيرا مع هذه المبادرة التي اعتبروها التفاتة تستحق الإشادة، سيما وأنها جاءت من أكبر مسؤول للمنطقة، وهو الأمر الذي اعتبروه سابقة سواء على مستوى بلديتهم أو على مستوى القطر الوطني بشكل عام. وحسب التعليقات التي جاءت في سياق المبادرة يقول أمين وهو شاب كان حاضرا أثناء الحملة أنه من الجيد أن نرى مثل هذه المبادرات، فولوج هذه الثقافة التي كنا في وقت نراها في الغرب تتجسد في مجتمعنا أمر دليل على وعي الشباب بالمخاطر التي تتسبب فيها المخدرات"، وفي الوقت ذاته يتمنى السيد محمد أن تتكرر مثل هذه الحملات مستقبلا ولا تقتصر على يوم أو مناسبة معينة، ولما لا تشمل كافة القطر الوطني، لأنه حسب ما يضيف منير أن هذه الالتفاتة الطيبة التي لا تستثني شابا عن كهل أو شيخ، بل هي للجميع ولصالح العامة، تشرف سكان ومسؤولين البلدية على وجه الخصوص كما تشرف المجتمع الجزائري بصفة عامة. وقد شكلت هذه المبادرة التي استمرت على مدار يومين كاملين، جاب من خلالها رئيس البلدية عبد الغني ببشر أغلب الشوارع والأحياء السكنية، موضوع نقاش هام تفاعل المواطنين كثيرا معه عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، سيما بعد الكلمة التي قالها لأحد المواطنين الذي رفض أن يستلم الملصقة بحجة أنه ليس شاب، " أن الحملة لا تستثني أحدا فالكل مسؤول ومعني بالأمر من أجل أن تتظافر جهود الجميع كرجل واحد للقضاء على الظاهرة "، فهذه الكلمات كانت شعاع أمل استبشربها المواطنون خيرا واعتبروها بادرة خير تعم فائدتها المجتمع ككل.