أعطت القافلة الكشفية التحسيسة التي نظمتها مصالح الشرطة القضائية، من اجل مكافحة كل الآفات الاجتماعية بما فيها الوقاية من تعاطي المخدرات، ثمارها في اقل من شهرين بإحصاء ما لا يقل عن 1300 شاب يتعاطى المخدرات وكذا معرفة أسباب تعاطيهم لهذه السموم، حيث تمت هذه العملية بالتعاون مع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، حيث ستجوب كل المدارس، الإكماليات والثانويات المتواجدة عبر 13 مقاطعة ادارية تابعة للعاصمة، لتكون هذه العملية مماثلة لباقي المقاطعات بالعاصمة، وبالولايات الثمانية والأربعين للوطن، وذلك من اجل إعطاء صورة عن كيفية التكفل بعلاج المدمن ووقاية الشباب والطفولة تجسيدا لطابع المنفعة العامة. وفي هذا الشأن أوضح مصدر مسؤول من مصالح الشرطة القضائية بالعاصمة ل''الحوار''، أن هذه القافلة الأمنية التحسيسية التي تشرف على تسيرها وتفعيلها مجموعة من رجال الأمن، المسخرين لتنفيذ مثل هذه التظاهرات بكل الاكماليات والمتوسطات المتوزعة عبر 13 مقاطعة إدارية على مستوى العاصمة، وأيضا بالساحات العمومية لتقريب الشرطة من المواطن وكذلك إعطاء الفرصة للشباب لمعرفة العواقب الوخيمة التي يسببها استهلاكهم لهذه المادة، قد أعطت ثمارها بإحصاء ما لا يقل عن 1300 شاب يتعاطى المخدرات، كانت بدايتها من المقاطعة الإدارية لباب الوادي مرورا ببلدية باش جراح، والحراش، لتحط رحالها أول أمس ببلدية الدرارية. مشيرا إلى أن جل الشباب الذين تم إحصاؤهم، يستهلكون الكيف المعالج أو ما يمكن تسميته بلغة الشارع ''الزطلة''، باعتبارها ارخص ثمنا، حيث يتراوح سعرها مابين 50 و100 دينار للقطعة، لتأتي في الدرجة الثانية الحبوب المهلوسة التي تباع بطريقة غير شرعية في الأسواق الجزائرية. ولان الضرر لا يزال مستمرا في أوساط الشباب نتيجة تعاطي آفة المخدرات، أفاد ذات المصدر أن المديرية العامة للأمن الوطني شرعت في هذه المبادرة منذ الثامن من شهر أكتوبر المنصرم وتبقى على مدار 6 أشهر القادمة في حملتها التحسيسية، ستمس أيضا الأحياء والمدارس بالعاصمة، قائلا في ذات النقطة انه لأول مرة بالعاصمة الجزائر، تستمر القافلة التحسيسية للوقاية من آفة تعاطي المخدرات وتدوم 6 أشهر على التوالي، حيث جهزت لهذا الأمر حوالي 12 شاحنة مجهزة بأطباء نفسانيين واجتماعيين لتلقي العلاج للشباب على مستوى 13 دائرة بولاية الجزائر، هذه التظاهرة حسبه بمثابة صرخة من القلب تنادي أهل الضمير، وزرع ثقافة الوقاية من المخدرات وكذا ترقية ونقل الرسالة الأمنية النبيلة في التكفل بوقاية الشباب والطفولة تجسيدا لطابع المنفعة العامة، من خلال تحسيس المواطنين والشباب بصفة خاصة من خطورة آفة تعاطي المخدرات والعواقب الوخيمة للمدمنين عليها. المخدرات تنتشر في أوساط الشباب العاصمي بصورة جنونية وبما أن تعاطي المخدرات أصبح يفتك بأرواح الملايين من البشر، خاصة أن مثل هذه السموم أضحت منتشرة بصفة جنونية في أوساط الشباب اليوم، أكد المصدر المسؤول من مصالح الشرطة القضائية أن الاتصال المباشر هو الحل الكفيل بإنقاذ شبابنا من فخ المخدرات، والدور الأول في التوعية يعود للأسرة، حيث يدخل الحوار العائلي في إطار تحسيس الابن بمخاطر المخدرات والنتائج المترتبة عنها، داعيا العائلات إلى ضرورة مراقبة أبنائها سواء في الشارع أو في المدرسة، حيث تجاوزت هذه الظاهرة قطاع الجامعات والثانويات، لتنتقل للمتوسطات والابتدائيات، وهو الأمر الذي يدفع لدق ناقوس الخطر، وضرورة التعاون بين مصالح الأمن والمجتمع المدني والأسرة لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات، التي انتشرت بصفة كبيرة في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و28 سنة، خاصة البطالين منهم باعتبارهم أكثر عرضة للانحراف. وتجدر الإشارة إلى أن هذه القافلة التحسيسية التي نظمتها الشرطة القضائية، تأتي امتدادا لمجموعة مماثلة من القوافل التي نظمت من قبل الشرطة والديوان الوطني لمكافحة المخدرات في نقاط عديدة من العاصمة على غرار ساحة البريد المركزي وبلدية باب الواد، بالإضافة إلى ساحة الشهداء، حيث لقيت هذه القوافل نجاحا كبيرا، اتضح من خلال الإقبال الكبير للمواطنين والعائلات على زيارة المساحات المخصصة للعرض والتي تحوي ملصقات ومطويات تشرح كيفية التخلص من المخدرات والابتعاد عنها بالإضافة إلى شرح المخاطر الصحية التي تنجم عن استهلاكها. وباعتبار أن هذه المبادرة لقيت استحسانا وكانت فرصة لتقريب الشاب من جهاز الأمن وفتح المجال أمامهم لمعرفة المخاطر التي تنجر عن استهلاك مثل هذه السموم، بالإضافة إلى إعطائهم فرصة التعرف أكثر على المجهودات التي تبذلها الشرطة في سبيل القضاء على المتاجرة بالمخدرات وترويجها في مختلف مناطق الوطن التي تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة، ستواصل هذه القوافل التحسيسية ضد المخدرات سيرها لتشمل مختلف مناطق العاصمة وكل البلديات المتوزعة عبر الثمانية وأربعين ولاية، لتسليط الضوء بشكل مفصل على خطورة تعاطي المخدرات في الوسط الشبابي وتأثيراتها السلبية البالغة على الفرد والأسرة والمجتمع ككل.