في إطار الحملة التحسيسية لمكافحة المخدرات خيمات متنقلة تجوب الأحياء الشعبية بالعاصمة قريبا بعد أن أدت آفة المخدرات إلى ارتكاب جرائم مهولة كان آخرها مقتل شابين على مستوى مقاطعة باب الوادي بالعاصمة منذ حوالي شهرين بسبب الصراع حول المخدرات رفع الكل شعار وجوب محاربة الآفة التي تنخر جسد شبابنا وأدت به إلى الضياع والفشل وحتى الجنون، وراحت القوافل تجوب كل ربوع الوطن من أجل تحسيس الشباب بمخاطر الظاهرة وجوانبها السلبية المتعددة. بادر فوج الإرشاد بجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية لبلدية القصبة تزامنا مع إحياء ذكرى يوم الطالب بتنظيم معرض تحسيسي حول آفة المخدرات والإدمان، وكان المعرض بمحاذاة بلدية القصبة وعرف إقبالا كبيرا من طرف الشبان من مختلف الشرائح العمرية خاصة وأن جل الملصقات حملت عبارات تبين خطورة المخدرات وتدعو إلى ضرورة النهوض والتكاتف قصد محاربتها، خصوصا وأن مكافحة المخدرات هي مسؤولية الجميع، وما لاحظناه أن جل الشعارات كانت بالعامية لتسهيل الفهم على الجميع ومن أجل التواصل أكثر مع مختلف الشرائح الاجتماعية المتعلمة وغير المتعلمة، ومن تلك الشعارات (افطنوا يا ناس أولادنا راهم في خطر)، (اليوم راهي عند جارك وغدوة في دارك)، (مكافحة المخدرات مسؤولية الجميع) وهي كلها شعارات كان القصد منها التحسيس من مخاطر الآفة التي هي في تزايد مستمر، وتشكّل المادة الدسمة لارتكاب جل الجرائم الشنيعة على غرار القتل، التحرش الجنسي، السرقة، فهي جريمة تتفرع عنها العديد من الجرائم الأخرى التي تتفاوت خطورتها، لذلك ينادي الكل بما فيهم الجمعيات الشبانية الناشطة على وجوب اقتلاع الظاهرة من الجذور إذا أمكن لحماية شبابنا من إفرازاتها السلبية. وأوضح في نفس السياق رئيس بلدية القصبة السيد رشيد ابديوان في حديثه ل(أخبار اليوم)، أن المبادرة كانت بالتنسيق مع بلدية القصبة والكشافة الإسلامية الجزائرية قصد مكافحة آفة المخدرات التي تستلزم تضافر جهود كل الهيئات للتقليل منها ولا نقول القضاء نهائيا عليها كونها مهمة جد صعبة، وأضاف أن مشكل المخدرات لا يتعلق ببلدية القصبة فحسب بل بكل بلديات الوطن حتى أنها آفة عالمية وليست محلية فقط، بل حتى أنها باتت تصدر لنا من الخارج ولا ينكر الكل نتائجها السلبية على الشباب، فشاب اليوم - يقول - هو رجل المستقبل ومن شأن الإدمان على المخدرات أن ينشىء أجيالا معاقة أي شباب معاق لذلك لابد من التحسيس والتوعية لحماية أجيال الغد التي سيسلم إليها المشعل للنهوض بالوطن والذود عنه. حواس: المخدرات تزحف إلى الفتيات كشف محمد حواس مدير الحملة التحسيسية لآفة المخدرات ببلدية القصبة وممثل فوج الإرشاد بجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية أن آفة المخدرات من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع ومن غير المعقول السكوت عنها، بل على الكل أن ينادي بمحاربتها، خصوصا وأنها مست مختلف الفئات العمرية وزحفت حتى إلى الفتيات اللواتي بتن يتعاطين المخدرات ويحفظن الكثير من أسمائها، بل وصرن يشاركن في ترويجها على مستوى الأحياء الشعبية مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر، وفي هذا الإطار- يضيف - تسعى بلدية القصبة بالتنسيق مع جمعية قدماء الكشافة الإسلامية وكذا جمعية العلماء المسلمين إلى محاربة الظاهرة مع وجوب تكاتف جهود الكل خصوصا وأن المخدرات باتت مسؤولية الجميع، وأضاف في نفس السياق أنهم اختاروا في هذه المرة أن يكون التحسيس عن طريق عرض صور في ساحة البلدية كونها تبرز أكثر الجوانب السلبية للظاهرة ويسهل على الكل فهمها بغية تسهيل توصيل الرسالة إلى الكل من جميع المستويات، فالصور يفهمها الصغير والكبير المتعلم وغير المتعلم، وعن اختيار شوارع القصبة وباب الوادي قال إنها من أكثر النقاط التي تنتشر فيها تلك الآفة الخطيرة بين الشباب والمراهقين حتى على مستوى المدارس. وعن النشاطات المستقبلية رد محدثنا أنها تدور في نفس الفحوى فقافلة التحسيس جابت العديد من ولايا ت الوطن بحيث غطينا مجموع 33 ولاية منها تيارت، الأغواط، ورقلة، الجزائر، بومرداس، البويرة، بشار، الواد، عنابة، تيزي وزو، بحيث غطينا 33 ولاية وتستمر القافلة حتى خلال الصيف وستستبدل الوجهة صيفا وستزور البحار كجهة مفضلة للشباب وتُخصص أيام للتوعية عن الظاهرة، وهناك دورة رياضية يوم الجمعة القادم تضم 22 فريقا بالتنسيق مع جمعية العلماء المسلمين وتكون دورة رياضية تجمع بين العديد من شبان الأحياء الشعبية على مستوى العاصمة، من دون أن ننسى مشروع الخيمات التوعوية التي تتنقل وتجوب شوارع وأحياء العاصمة، والتي ستقترب من المدمنين لطرح مشاكلهم وانشغالاتهم وأسباب إدمانهم على المخدرات لاسيما وأن الترهيب المستعمل مع الشباب المدمن كأسلوب شائع لا يجدي نفعا ولابد من استبداله بلغة الحوار والترغيب للإقلاع عن تلك العادة السيئة. الكشافة الإسلامية مدرسة تربوية تتسابق العائلات على فروع الكشافة الإسلامية لأجل إدراج أبنائها كونها أضحت الحل الأخير للإفلات بهم من تلك الآفة، وتلعب الدور البارز في حماية الأطفال من آفة المخدرات عن طريق غرس أسس التربية القويمة المبنية على تقوية الوازع الديني لديهم، بحيث حضر أطفال من مختلف الأعمار في المعرض واقتربوا من الصور التي تظهر مخاطر السم القاتل الذي يرادف الموت البطيء لدى المدمنين، كما لم يتوانوا على توزيع قصاصات على السيارات العابرة من ناحية ساحة الشهداء وكان الكل يمسك تلك القصاصات للاطلاع عليها، وهو ما وضحه ميساوي مروان نائب مسؤول الفوج الذي رأى الأهمية الكبرى لإشراك الأطفال في ذلك اليوم التحسيسي، وجاء المعرض لتبيين مخاطر الآفة التي يعاني منها شبان القصبة وستكون معارض أخرى بمناسبة اليوم الوطني للكشاف يوم 27 ماي، وهناك تقنيات كشفية خلال السنة الكشفية لصالح الأطفال، وعن كيفية اتصالهم بفئة الأطفال وكيفية تحسيسهم بمخاطر المخدرات قال إن التنبيه هو دائم لفئاتهم بتبيين الجوانب السلبية للمخدرات التي تعد أم الآفات الأخرى، وقال إن الكشافة الإسلامية تؤدي دورها كاملا من حيت التوعية والتحسيس من مخاطر المخدرات، وقال إن الإقبال هو كبير من طرف الأولياء لإدراج الأبناء في صفوف الكشافة وإبعادهم عن تلك الآفة. ارتأينا إعطاء الكلمة للأطفال للاطلاع على مفهومهم العام حول ما يدور حولهم، وما اطلعنا عليه أن عقولهم الصغيرة تحمل الكثير من المفاهيم حول مخاطر الآفة كيف لا وهم أبوا إلا أن يشاركوا في الحملة التوعوية بمبادراتهم الرمزية وراحوا إلى الركض هنا وهناك قصد توزيع القصاصات على المارين والعابرين بالسيارات، اقتربنا من الطفل أيوب في السنة الثالثة من التعليم المتوسط وهو من المنتمين إلى فوج الإرشاد الكشفي، إذ رأى أن المخدرات هي آفة حقيقية وانتشرت حتى بالمتوسطات والصروح التربوية، وقال إن دور الكشافة الإسلامية هو بارز لحماية الأطفال فالقائمين عليها هم دائمو النصح للأطفال حول المخاطر والمشاكل التي تسببها المخدرات للمدمنين عليها.