أكد الدكتور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أمس خلال ندوة صحفية تمحورت حول حملة لا للمخدرات في الجزائر بعد الوقوف على الإحصائيات المرهبة التي تداولتها المراكز الخاصة بمكافحة الإدمان، أكد أن المصالح المعنية صرفت مبلغ مليار ونصف لدعم هذه العملية وأشار إلى أن نسبة 08 بالمائة من الشباب الجزائري يمكن تداركها في حين يتوجب صرف أموال طائلة لتدارك نسبة 20 بالمائة من مدمني المجتمع الجزائري. وأفصح الخياطي أن الهدف من خطوة المجتمع المدني هو السماح للشباب التواجد في بيئة نظيفة وحسب ذات الدكتور فإن عنصر الإصغاء يبقى عنصرا أساسيا في محاربة هذه الظاهرة في حال ما إذا استطاع المعنيون الاستماع إلى الشباب واستقطابهم ونوّه بتجربة بعض البلدان في محاربة هذه الظاهرة التي استوجبت تظافر جهود كل من الجمارك، الدرك والشرطة في جسم واحد لمجابهة مخاطر هذه الظاهرة. وأبرز الدكتور مصطفى الخياطي أن الحملة موجهة للشباب بنشاطاتها للإستثمار في ميدان الشباب مشيرا إلى أن الإدمان على المخدرات هو مشكلة استراتيجية لتميّز الشعوب ومن أبرز أسبابها هو الإحباط المتكرر ومشاكل الشباب وأفصح نفس المتحدث أن المدرسة بمختلف أطوارها هي أولى الحلقات التي يجب أن نهتم بها والنموذج كان بزيارة مدارس بأدرار حيث يبلغ عدد المتمدرسين بها 45 ألف متمدرس بالمدارس العادية و65 ألف متمدرس عبر الزوايا.
إعلاميون ورياضيون يشاركون في الحملة التحسيسية من جهته الإعلامي حفيظ دراجي استحسن مبادرة مشاركته في هذه الحملة التي وصفها بالنبيلة جدا إلى جانب فنانين وإعلاميين ودورهم في توصيل الرسالة، وأكد أن حضورهم هو تأكيد على خطورة هذه الظاهرة. واعتبر أن المخدرات هي من بين المظاهر والظواهر القاتلة في المجتمع الجزائري غير أنها لا تقتصر على الجزائر فحسب بل تعدّت حدود الوطن إلا أن ظاهرة الإدمان على المخدرات في الجزائر أخذت أبعادا خطيرة، ودعا ذات المتحدث إلى عدم إغفال مشاكل الشباب النفسية والاجتماعية وأورد دراجي في ذات السياق نسب تفشي الإدمان في المجتمع الجزائري التي حققت نسبة 30 بالمائة من الشباب الجزائري المدمن الذي يتعاطى المخدرات وشكلت نسبة 18 بالمائة من الجامعيين المستهلكين لهذه السموم ونسبة 4 بالمائة حققت في أوساط الفتيات، وأشار إلى توجب وجود عناصر مهمة خلال هذه العملية تتمثل في التوعية، الوقاية والعلاج، معتبرا أن العلاج وحده لا يكفي في محاربة هذه الآفة، خصوصا وأن الجزائر كانت سابقا بلد عبور لتصبح فيما بعد بلدا مستهلكا للمخدرات. وتطرق دراجي إلى الفضول الذي يعد عاملا مهما في إنتشار الإدمان على المخدرات وإلزامية محاربته داعيا الشباب إلى عدم إتخاذ المشاكل سببا في التوجه إلى تناول السموم. وأفصح دراجي أن الرياضة ليس هي العلاج وإنما هي جزء من الوقاية، والوقاية هي من بين وسائل محاربة الظاهرة. وأكد المتدخلون على أن مثل هذه المبادرات تتبنى دور مساعد للدولة وهو ما يستلزم تكاثف جهود المجتمع المدني ومختلف المؤسسات، خاصة وأن الظاهرة إذا اقتحمت مجتمعا ما فإنها ستتربص بكل فئاته دون استثناء. أما الدكتور فوزي أوصديق أستاذ بكلية القانون بجامعة قطر ومدير العلاقات الخارجية للهلال الأحمر القطري فقد كشف أن الجزائر باتت تدق ناقوس الخطر بسبب آفة اجتماعية مدمرة تتجسد في المخدرات التي أثبت الميدان أنها ساهمت في وتيرة معدل الإجرام في كل ربوع الوطن. وأشار إلى أن العقل هو أفضل ميزة كرّم اللّه بها الإنسان وميزه عن سائر خلقه، وهو سبب مشاركتهم في هذه الحملة التحسيسية الهادفة إلى تغيير الواقع المرير. أليانس تدعم الحملة وعن خليفاتي المدير العام لشركة »أليانس« للتأمينات فقد أفصح أن تواجدهم هو في إطار سياسة شركة »أليانس« ومسؤولياتها الاجتماعية في إطار المواطنة للتعبير عن إرتباطهم بصميم المجتمع الذين هم جزء منه وأكد أن الظاهرة تقتل المجتمع الجزائري وعن مشاركتهم إلى جانب نجوم في الرياضة والإعلام فهو تدعيم للعملية المشكلة لمحيط الفرد من عائلة، وأماكن العمل.. وأشار نفس المتحدث إلى أن مشاركتهم ضمن هذه الحملة هي بمثابة تدعيم لنشاطات الهيئة الوطنية وعلى الرغم من الصبغة التجارية التي تطبع المؤسسة إلا أن الهدف الاجتماعي هو الذي طغى على هذه المبادرة. للإشارة فإن حملة يوم أمس تلتها حملة سابقة إحتضنتها ولاية أدرار بما أنها أولى الولايات إداريا والتي ستعمم قريبا عبر 48 ولاية عبر التراب الوطني حيث شارك ضمن هذه الحملة وخلال الندوة كل من المعلق حفيظ دراجي والدكتور مصطفى الخياطي والرياضية سليمة سواكري وممثل عن شركة التأمينات »أليانس« والدكتور فوزي أوصديق مدير العلاقات الخارجية للهلال القطري بالإضافة إلى عرض فيديو لتدخلات كل من الإعلامية خديجة بن ڤنة ومختصون آخرون