شدد رئيس جبهة الجزائر الجديدة في حوار مع "المستقبل العربي" أمس الأحد على ضرورة التوجه إلى أحد الخيارين للخروج من " الأزمة الراهنة التي تشهدها الجزائر " في ظل الفراغ السياسي الحالي الذي خلفه مرض رئيس الجمهورية، إذ يكمن الأول في انتهاج سبيل إجراء انتخابات رئاسية مسبقة مفتوحة تعتمد في أساسها على الخيار الشعبي واحترام إراداته دون محاولة التلاعب بها أو توجيهها إلى جهة معينة على غرار ما حدث خلال الاستحقاقات الفارطة، لأن الأمور وكل الأساليب القديمة أضحت لا جدوى منها وهو ما تؤكده التجارب الماضية " وهو مطلب لا مفر منه، خاصة وأن الأوضاع تسير نحو الأسوأ والشلل التام المصحوب بحالة القلق على الساحة السياسية بسبب " الغموض الذي يكتنف ما هو آت وغياب الاتصال مع هرم السلطة "، كل هاته المعطيات تضطر بالطبقة السياسية عموما بجميع تياراتها إلى الالحاح على هذا "المسعى" بصفته سبيلا للخروج من المشكل، غير أنه – يضيف بن عبد السلام – وبعد تأكده كحزب من أن النظام ليس مستعدا لتوفير هذا الجو من الشفافية والمصداقية وأنه سيعود لا محالة إلى إعادة سيناريوهاته المعتادة، "فإننا مضطرون للذهاب إلى المخرج الثاني من الأزمة والذي يكمن في تأسيس حكومة توافقية تضم جميع التيارات الوطنية مهما كان توجهها دون إقصاء وعدم حصرها في حزبين أو ثلاث مثلما هو جاري حاليا مع حل البرلمان بغرفتيه " بعدما أثبت فشله الذريع في القيام بمهامه كسلطة تشريعية" ثم التوجه إلى إنشاء مجلس تأسيسي يشرف على مهمة تعديل الدستور القادم الذي يلزم أن "يكون على مقاس الدولة لا على مقاس الأشخاص وعرضه على الاستفتاء الشعبي"، ليكون سبيلا ممهدا للمرحلة القادمة وفي هذه الحال يمكن أن نفكر في المستقبل الواعد بعد أن يتم وضع أسسه الحقيقية التي تم ذكرها آنفا. *"العودة إلى الخزانة القديمة معناه أن السلطة لا تريد التغيير" وفي رده على سؤال تعلق بما يشاع حاليا حول التوجه نحو الرئيس السابق اليامين زروال أو مرشح رئاسيات 2004 علي بن فليس لتكون إحدى الشخصيتين، الشخصية المتكفلة بتسيير المرحلة الانتقالية قال رئيس "الفان" أن "العودة للخزانة القديمة وطرح الأسماء القديمة من جديد معناه أن السلطة في الجزائر تريد أن تترك الأوضاع على ما هي عليه اليوم ولا تريد التغيير دون أن تأبه لما يحدث على المستوى الداخلي الذي يعيش حالة احتقان شديدة قابلة للتطور أكثر خاصة وأن الجبهة الاجتماعية على فوهة بركان نظرا للمشاكل العويصة المسجلة عبر كافة القطاعات وهو ما يهدد الاستقرار الوطني مع الخطر الآخر المحدق بنا والذي يتمثل اساسا في التربص الخارجي والتهديدات على حدودنا الجنوبية وغيرها من التحديات التي تلزم على الجميع حكاما وسياسيين وحتى مواطنين التكاتف من أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة بالنظر إلى الأمام وليس بالعودة إلى الأرشيف والتقوقع في العقلية البائدة". كما كشف لنا بن عبد السلام أن حزبه سيعقد اليوم الاثنين ندوة صحفية سيتكلم فيها عن الرهان القادم وموقفه من الرئاسيات وما إذا كان سيقدم لها مرشحا خاصا بالجبهة أو خوضها عن طريق الدخول في تحالفات وتكتلات وطنية تضم جميع التيارات تتفق على مرشح معين تراه الأكفأ لتسيير شؤون البلاد.