استبعد الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي أن تعيد التشريعيات المقبلة هيمنة الإسلاميين على الحياة السياسية في الجزائر، مضيفا أن الأحزاب الإسلامية منقسمة بين فاقدة لهويتها، ومن تعارض بدون برامج بديلة، أما الشيخ عبد الله جاب الله فطمأن مناصريه بقوله أن "التشتت لن يؤثر في الإسلاميين" فيما يذهب رئيس "الافانا" موسى تواتي إلى تقليل التخوف من الإسلاميين لأنه " لا يمكن لحزب إسلامي أن يفوز بالأغلبية". * تباينت أراء الطبقة السياسية في الجزائر بشأن انعكاسات اكتساح التيار الإسلامي لساحة العمل السياسي في الدول الجوار،خصوصا بعد تحقيق حزب العدالة والتنمية المغربي، وقبله حركة النهضة في تونس نتائج اعتبرت برأي وزير الإعلام الجزائري عادية، لأنها الصورة العامة والسائدة في العالم العربي،مؤكدا في تصريح ل"الشروق" ان "هناك توافق بين القيم الحضارية وقيم الحرية والتنمية وهذا فوق كل اعتبار" مضيفا أن زمن الانقسام الأيدلوجي الذي راهنت عليه المؤسسات العسكرية في ا لعالم العربي فشل، وتجاوزه الزمن يقول رحابي، مؤكدا أن الشعوب العربية حققت قفزة حضارية، وقال " لا يوجد تخوف"ولكن هناك تجارب مختلفة. * * أما تجربة الأحزاب الإسلامية في الجزائر فيقول وزير الإعلام الأسبق أنها مختلفة عن تلك الجارية في تونس والمغرب، لان الحركة الإسلامية في الجزائر مشتتة بحكم عدة عوامل أبرزها أزمة التسعينات، علاوة على أن الأحزاب الإسلامية تعتمد خطابا غير إسلاميا، وفي إشارة إلى تجربة الإسلاميين في التحالف الرئاسي، اعتبر رحابي أن كل حزب يدخل الإتلاف الحكومي يفقد هويته الإسلامية،مؤكدا على ذات التوجه ان الأحزاب الإسلامية في الجزائر لا تختلف من حيث البرامج على سائر الأحزاب الأخرى. * * ويرى الدبلوماسي الجزائري أن الهاجس الذي يهدد العملية السياسية في الجزائر يكمن في العزوف الانتخابي، بالعودة إلى قرأة متأنية في نسب الاستحقاقات السابقة، وأضاف أن مبررات العزوف مازالت قائمة وبقوة، لان"الشعب لا يثق بممثليه وبرامجهم" وأضاف بقوله "من الممكن أن تتأزم الأوضاع في ظل تعثر إصلاحات الرئيس" مبرزا أن كل القوانين التي أعلنها بوتفليقة تعتبر اقل بكثير مما كانت عليه في التسعيينات . * وبكثير من التفاؤل على مستقبل الأحزاب الإسلامية في الجزائر، يصف الشيخ عبد لله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية (حزب ينتظر الاعتماد) المرحلة الراهنة بمرحلة الشعوب، مضيفا أن تجربة البتارات ذات التوجه الإسلامي مطالبة بالتكفل بانشغالات الشعب، مبرزا في ذات الاتجاه، أن المستقبل سيكون للحركات الإسلامية، شريطة إجراء انتخابات نزيهة، برغم تجربة "الفيس" التي قال بشأنها جاب الله "إنها تجربة أشخاص لم يصدقوا مع أنفسهم". * ولم يخف مرشح رئاسيات 2004، إقراره بانقسام الوعاء الانتخابي للأحزاب الإسلامية، والتي لن تؤثر في ما ستفرزه الصناديق بقوله "إنها انقسامات لن تؤثر في الإسلاميين "مؤكدا في سياق متصل أن سيحترم إرادة الشعب شريطة أن تكون الانتخابات نزيهة. * من جانبه أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، أنه لا يمكن لأي تنظيم او حزب يحمل توجها إسلاميا أن يفوز بالأغلبية، مذكرا بالتجربة الجزائرية مع الإسلاميين .