يعيش سكان قرية ولبان التابعة لبلدية قادرية، الواقعة على بعد حوالي 35 كلم شمال عاصمة ولاية البويرة عزلة تامة جراء غياب أدنى شروط الحياة الكريمة من ماء وسكن ومناصب عمل وغيرها من الأولويات، التي يجب توفيرها خدمة للصالح العام، واستنادا الى مصادر مطلعة، فإن سكان القرية النائية الواقعة في منطقة جبلية وسط تضاريس قاسية وعرة زادت من قساوتها سياسة التهميش والإقصاء؛ حيث أن الزائر للمكان يلاحظ للوهلة الأولى المعاناة، التي يتخبط فيها سكان المنطقة جراء الغياب شبه الكلي لمشاريع التنمية؛ إذ أن الشغل الشاغل لقاطني هذه القرية هو السكن خاصة وأن الكثير منهم حرموا من إعانات الدولة المقدرة ب 70 مليون سنتيم والتي استفاد منها -حسب تصريح بعض السكان- أصحاب النفوذ والجاه، في الوقت الذي تم إقصاء الذين هم في أمّس الحاجة إليها.. وبالنسبة لمشكل نقص التزوّد بالماء الشروب، فإن الوضعية أرهقت كاهل السكان، الذين لا يزالون يلجأون إلى المناطق الجبلية والغابية لجلب هذه المادة الضرورية خاصة وأننا نعيش أجواء فصل الصيف المتسم بكثرة استعمال الماء، والديكور الذي أصبح يميز هذه القرية هو كثرة الاحمرة المستعملة لجلب هذه المادة الحيوية وقد وجدوا أنفسهم مجبرين على استعمالها للتنقل الى مكان الينابيع، التي تبعد بحوالي 3 كلم عن مقر القرية، في الوقت الذي يقوم فيه بعض ميسوري الحال منهم باقتناء صهاريج كبيرة مقابل دفع مبالغ مالية تصل أحيانا الى ألف دينار. البطالة شبح يخوف سكان المنطقة أصبحت البطالة شبحا يرعب الشباب؛ فقد استفحلت وسط القرية وتفشت بشكل رهيب جراء الغياب التام لفرص العمل، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى التفكير في الهجرة ولو بطريقة غير شرعية بالرغم من وعيهم بحجم الأخطار التي سيتعرضون لها. ظاهرة البطالة هذه أدت إلى بروز ظواهر اجتماعية خطيرة كالسرقة وتعاطي المخدرات. وقد أبدى الكثير من شباب المنطقة خاصة حاملي الشهادات تذمرهم الشديد جراء السياسة المنتهجة اتجاههم والتي حرمتهم منصب عمل يضمن لهم على الأقل دخل مادي يساعدهم في الوقوف في وجه الظروف القاسية، التي أصبحوا يعيشونها منذ مدة خاصة في ظل انعدام المرافق الترفيهية والتربوية وكذا الرياضية، التي بإمكانها أن تمنحهم قسطا من الترفيه والراحة، وتحميهم من انعكاسات التسكع في الشوارع؛ حيث أنهم يضطرون لقضاء أوقات الفراغ بالمقاهي، التي تعتبر المتنفس الوحيد لقضاء بعض الوقت في الدردشة أو متابعة المباريات الرياضية، في حين يلجأ آخرون إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، ما يكلفهم المزيد من المال. أما الأطفال فيلجؤون إلى اللعب في الطرقات وفي الأحراش بالرغم من الأخطار المحدقة بهم خاصة الخنازير، التي باتت تتجول بحرية مطلقة، وجدير بالذكر أن الكثير من سكان قرية ولبان عادوا الى منازلهم مؤخرا بعدما هجروها سنوات العشرية السوداء بحكم وقوعها بمنطقة جبلية نائية مما جعلهم عرضة للكثير من الممارسات البشعة كتجريدهم من ممتلكاتهم والضغط عليهم للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، لكن بعد عودة الأمن والاستقرار عاد الأمل من جديد إلى السكان في العودة إلى قريتهم والاستقرار فيها مجددا، لكن غياب أبسط المرافق الضرورية وانعدام التهيئة إلى جانب العزلة، التي وجدوا أنفسهم فيها جعلهم يعيدون حساباتهم من جديد، الأمر الذي يتطلب الإسراع في برمجة مختلف المشاريع التنموية لفائدة القرية مع منح سكانها التفاتة جادة تسمح بتلبية انشغالاتهم في أقرب الآجال.