تمكنت سلطات الجمارك التونسية، خلال التفتيش الروتيني لحقائب الرئيس التونسي المؤقت السابق محمد المنصف المرزوقي لدى عودته من قطر، من اكتشاف مبلغ مالي ضخم بالعملة الأمريكية توازي مبلغ 12 مليار دينار تونسي. وأكدت مصادر إعلامية تونسية، أن تلك الواقعة أثبتت مرة أخرى أن دولة قطر هي الممول الرسمي للعديد من الحركات والتنظيمات التي تغذي عدم الاستقرار في تونس، كما أنها تواصل تدخلها السافر والمباشر في الشؤون الداخلية التونسية، وأوضحت المصادر أن الواقعة، تفسر سلوك وتصرفات المرزوقي الذي دأب على مهاجمة مصر وثورتها ضد نظام الإخوان ذلك أن المبالغ المالية الطائلة التي وجدت بحوزته تؤكد عمالة المرزوقي للعائلة القطرية التي انغمست في تأجيج الصراعات في المنطقة عبر دعم التنظيمات الإرهابية والحركات الاحتجاجية وباستخدام من باعوا أنفسهم بالمال دون أدنى التفات إلى مصالح شعوبهم ودولهم التي تمليها عليهم المصالح الوطنية. لقد دأبت قطر على تنفيذ سياستها في دول المنطقة، والمرسومة من قبل الغرب، عبر تجنيد عدد من الشخصيات والتنظيمات السياسية تغدق عليهم بالمال لتمكينهم من الوصول إلى سدة الحكم في بلادهم لتنفيذ المخططات الخبيثة الهادفة لتدمير الدولة الوطنية في المنطقة العربية، إلى ذلك أفادت تقارير أمنية واستخباراتية أن تونس تحولت إلى بلد مصدر للإرهابيين، وهناك إحصائيات تتحدث عن وجود أكثر من 4 آلاف متطرف تونسي، موزعين بين سوريا والعراق وليبيا، وعبرت الحكومة التونسية عن مخاوف من عودة هؤلاء، الذين سيكونون محل خطر على استقرار المجتمع والدولة، في وقت حققت فيه السلطات التونسية نجاحات مهمة خلال الفترة الأخيرة على التنظيمات الإرهابية، وفي هذا السياق أشار الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، هارون زيلين، في دراسة له إلى أن تونس اليوم هي محل تنافس بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وقال زيلين إنه وخلال الشهر الماضي، كانت هناك دلائل متزايدة بأن "داعش" ينوي بناء ولاية أو إمارة جديدة له في تونس في المستقبل القريب، تحت اسم "ولاية إفريقيا"، وهو الاسم القديم من العصور الوسطى لمنطقة تونس، فضلاً عن شمال غرب ليبيا وشمال شرق الجزائر، ولفت الباحث إلى أن هذا قد يشكل تحدياً للفرع التونسي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي يحتكر عمليات التمرد والإرهاب في تلك المناطق منذ أن بدأت حملتها في جبل الشعانبي، غرب تونس، على طول الحدود مع الجزائر، وذلك في ديسمبر 2012، وأكد زيلين على توسع التنافس بين التنظيمين ممكن أن ينجم عنه تصاعد أعمال العنف، من خلال شنهما هجمات على غرار تلك التي وقعت على "متحف باردو الوطني" في مارس الماضي، كما لفت إلى أن تنامي التنافس بين التنظيمات المتطرفة قد يضع مزيداً من الضغط على الدولة التونسية التي هي قادرة حتى الآن، على السيطرة على العنف الإرهابي منذ اندلاع الثورة، كذلك طالب بأخذ المزيد من اليقظة والحذر، من قبل كل من الدولة والمجتمع، في تونس للحفاظ على النظام والتقليل من آثار العنف.