أوضحت تقارير أمنية واستخباراتية أن تونس تحولت إلى بلد مصدر للإرهابيين، وهناك إحصائيات تتحدث عن وجود أكثر من 4 آلاف متطرف تونسي، موزعين بين سوريا والعراق وليبيا. وعبرت الحكومة التونسية عن مخاوف من عودة هؤلاء، الذين سيكونون محل خطر على استقرار المجتمع والدولة، في وقت حققت فيه السلطات التونسية نجاحات مهمة خلال الفترة الأخيرة على التنظيمات الإرهابية. وفي هذا السياق، أشار الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، هارون زيلين، في دراسة له إلى أن تونس اليوم هي محل تنافس بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة". وقال زيلين إنه، وخلال الشهر الماضي، كانت هناك دلائل متزايدة بأن "داعش" ينوي بناء ولاية أو إمارة جديدة له في تونس في المستقبل القريب، تحت اسم "ولاية إفريقيا"، وهو الاسم القديم من العصور الوسطى لمنطقة تونس، فضلاً عن شمال غرب ليبيا وشمال شرق الجزائر. ولفت الباحث إلى أن هذا قد يشكل تحدياً للفرع التونسي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، الذي يحتكر عمليات التمرد والإرهاب في تلك المناطق منذ أن بدأت حملتها في جبل الشعانبي، غرب تونس، على طول الحدود مع الجزائر، وذلك في ديسمبر 2012. وأكد زيلين على توسع التنافس بين التنظيمين ممكن أن ينجم عنه تصاعد أعمال العنف، من خلال شنهما هجمات على غرار تلك التي وقعت على "متحف باردو الوطني" في مارس الماضي. كما لفت إلى أن تنامي التنافس بين التنظيمات المتطرفة قد يضع مزيداً من الضغط على الدولة التونسية التي هي قادرة، حتى الآن، على السيطرة على العنف الإرهابي منذ اندلاع الثورة. كذلك طالب بأخذ المزيد من اليقظة والحذر، من قبل كل من الدولة والمجتمع، في تونس للحفاظ على النظام والتقليل من آثار العنف. من ناحية أخرى، أبلغت الولاياتالمتحدة الحكومة التونسية بالعملية التي أودت بحياة القيادي التونسي في تنظيم "داعش" أبوسياف، بحسب وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول في الإدارة الأمريكية. وأعلن البيت الأبيض أن القوات الخاصة الأميركية قتلت "قياديا كبيرا" في تنظيم "داعش" وقبضت على زوجته في منطقة "العمر" شرق سوريا. وأوضحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في أميركا برناديت ميهان أنه "خلال العملية قتل أبوسياف في تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية". وأضافت ميهان أن العملية أسفرت أيضًا عن الإفراج عن شابة إيزيدية "كان الزوجان يستعبدانها"، مؤكدة أن القوات الأمريكية ستعمل على جمعها بأفراد عائلتها.