وهو أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن أبي اسماعيل، الزناتي التيهرتي، من أشهر علماء الجزائر في القرن الثالث هجري، ولد ونشأ بتيهرت فأخذ العلم والأدب عن علماء بلده ثم أرتحل إلى القيروان فأخذ العلم من العلامة سحنون بن سعيد، ودخل بغداد فأخذ عن ابن مسدد وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر، ولقي من الأدباء أمثال مسلم بن الوليد، وأبي حاتم السيجستاني وغيرهما من فطاحل الأدب العربي، وشيوخ المشرق وعلمائه. وكان أصاحب القيادة والحكم يعظمونه بما لمسوا فيه من علم ووقار، وهمة نفس، واتصل بخلفاء الدولة العباسية وبملوك بلده تيهرت، وحصلت له جوائز وصلات من الملوك والأمراء، وقال عنه البكري: كان ثقة مأموناً حافظا للحديث، وقال ابن عذاري: كان عالماً بالحديث وتمييز الرجال. تصدر بجامع القيروان لأملاء الأدب والعلم، فترحل إليه الكثير من أهل الأندلس للأخذ عنه والتخريج على يده، وكان منهم قاسم بن أصبغ البياني.